أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

طرفاية .. مهرجان خطابي بمناسبة تخليد الذكرى الـ 67 لاسترجاع طرفاية إلى حظيرة الوطن

جريدة أصوات

طرفاية – خلدت أسرة المقاومة ومعها ساكنة طرفاية، الثلاثاء، بكل فخر واعتزاز الذكرى السابعة والستين لاسترجاع مدينة طرفاية إلى حوزة الوطن الأم، بعد نضال وطني مرير خاضه الشعب المغربي الأبي بقيادة العرش العلوي المنيف من أجل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية.

وأكد المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة له، خلال المهرجان الخطابي الذي نظم بالمناسبة، أن هذه الذكرى والتي ستظل صفحة مشرقة في سجل تاريخ المغرب الحافل بالمكارم والبطولات، تعد محطة للبرور والعرفان على ما قدمه المقاومون بهذه الربوع من جسيم التضحيات، وجليل الأعمال للدفاع عن حوزة الوطن وصيانة وحدته الترابية.

وذكر أن التاريخ يشهد على أن القبائل التي اتخذت من مجال الصحراء المغربية مستقرا ومقاما لها، قاتلت بضراوة وشراسة منذ أواخر القرن التاسع عشر كل تمظهرات وأشكال العدوان الأجنبي على مجالاتها وحاربت كل الأطماع الاستعمارية في مناطقها، وما كان ذلك ليتحقق لولا التفاف كافة مشايخ الطرق الصوفية بكل من “الترارزة” و”البراكنة” و”تاجنت” و”الحوض” حول المجاهد الشيخ ماء العينين، الذي يسجل له التاريخ قدومه سنة 1906 إلى مدينة فاس، عاصمة الملك، لتجديد بيعة القبائل الصحراوية للسلطان مولاي عبد العزيز وليتسلم منه السلاح والذخيرة والمؤونة لمواجهة القوات الاستعمارية الغازية.

وحيث أن العهد القائم بين العرش والقبائل الصحراوية، يضيف السيد الكثيري، يشكل ميثاقا غليظا فقد تواصل في زمن السلطان المولى عبد الحفيظ، مسلسل دعم ومساندة السلطة المركزية للقبائل الصحراوية، حيث حل بمدينة مراكش وفد من قبائل الصحراء يرأسه الشيخ ماء العينين سنة 1907، لتجديد البيعة للسلطان وتقديم طلب الإمداد بالأسلحة للدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد.

ولم يكن انتهاء عهد الحجر والحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال.

وفي هذا الظرف جاءت زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، إلى محاميد الغزلان وخطابه التاريخي بها في 25 فبراير 1958، كدعوة صريحة من جلالته لمواصلة السير على درب الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية. وهكذا لم يمض على هذه الزيارة الملكية سوى شهر ونصف حتى تحقق بفضل حنكة جلالته وبالتحام مع شعبه الوفي استرجاع إقليم طرفاية إلى حظيرة الوطن في 15 أبريل 1958، هذا اليوم الذي جسد مكسبا تاريخيا عظيما اخترق جدار الآلة الاستعمارية وأفشل مخططاتها.

وتوج مسلسل استكمال الوحدة الترابية، بتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغتصبة ولترفرف راية الوطن خفاقة في سماء مدينة العيون في 28 فبراير 1976 إيذاناً بإجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية.

وأشاد السيد الكثيري بالمناسبة، بالمجهودات الفعالة للديبلوماسية المغربية ، وبما يشهده حراك المجتمع الدولي في أفق إنهاء النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية المسترجعة، مبرزا أنه بفضل حنكة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، توالت الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي من قبل الدول العظمى الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي والمحددة للسياسة الدولية.

وعرف هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص عامل إقليم طرفاية، محمد حميم، ورئيس المجلس الإقليمي، محمد سالم باهيا، وعدد من المنتخبين، تسليم إعانات مالية وإسعافات اجتماعية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، عرفانا بما أسدوه من خدمات للدين والوطن والعرش وتعدادها 29 إعانة كإسعاف اجتماعي بغلاف مالي إجمالي قدره 58.000 درهم.

كما قام السيد الكثيري، والوفد المرافق له، بزيارة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير بطرفاية، والمقر الجديد للمندوبية الاقليمية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير الذي تم انجازه على مساحة إجمالية تقدر ب 472 مترا مربعا.

ويهدف إنشاء هذه البناية التي تطلبت مبلغا إجماليا يقدر بمليوني درهم ممولة من طرف مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، بالإضافة إلى مساهمة شركاء آخرين، إلى الحفاظ على الذاكرة التاريخية للمقاومة الوطنية والمحلية. ويضم هذا الفضاء الذي تطلب تجهيزه كلفة مالية تقدر ب 120 ألف درهم ، ممولة من طرف المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، قاعة متعددة الوسائط ، وقاعة للندوات والعروض، بالإضافة إلى مكاتب إدارية.

التعليقات مغلقة.