“مراسل مزور في مراكش: أزمة مصداقية الإعلام تحت الأضواء
نهيلة المراكشية
أصوات من الرباط
انتشر في مدينة مراكش جدل واسع بعد ظهور مراسل صحفي مزور يحمل مكرفونًا ويستغل اسم جريدة وطنية من الرباط. هذا الشخص، الذي لا يمتلك أي وثيقة تثبت صلاحيته كمراسل، أحدث فوضى في إحدى الفعاليات، حيث قام بتصوير الندوة دون إذن مسبق، مما أثار غضب الحضور وشكوكهم حول مصداقية العمل الإعلامي في المنطقة.
تُعتبر ظاهرة انتحال هويات الصحافيين من التحديات الكبيرة التي تواجه الإعلام. ففي حين يسعى الصحافيون الجادون لنقل الحقائق بأسلوب مهني، يظهر البعض الآخر لاستغلال اسم الصحافة لتحقيق أهداف شخصية، مما يقوض من مصداقية المهنة.
الأكثر إثارة للدهشة هو تدخل بعض الحقوقيين للدفاع عن هذا المراسل المزور، مما أثار تساؤلات حول كيفية دعم شخص لا يتبع القواعد الأخلاقية والمهنية. كان من المتوقع أن يكون التركيز على تعزيز العدالة وحماية مصداقية الصحافة بدلاً من ذلك.
تسهم وسائل الإعلام المعروفة بـ “البوز” والتي تشتهر بتركيزها على الإثارة والتشهير، في تعميق هذه المشكلة. إذ تقدم محتوى مثير للجدل دون تقنين مناسب، مما يسمح لظاهرة انتحال الصفات الصحافية بالاستمرار ويعزز الفوضى في الساحة الإعلامية.
تطرح هذه الحادثة أسئلة ضرورية حول دور السلطات وفعاليتها في التصدي لانتحال صفة الصحافة، ومدى كفاءة القوانين الحالية في حماية المهنة. إن الحفاظ على صحافة حقيقية وموثوقة أمر ضروري للمجتمع، مما يستدعي اتخاذ خطوات جادة لتعزيز هذا الهدف.
يجب أن يكون النقاش حول القضاء على هذه الظاهرة جادًا وملحًا في هذا الوقت الحرج، لضمان نزاهة الإعلام وشفافية المعلومات
الأمل معقود على أن يتم اتخاذ إجراءات فعالة من قبل المعنيين للحفاظ على سمعة الإعلام في مراكش، لتظل مظلةً للحقائق والمصداقية.
التعليقات مغلقة.