الشارقة.. الترجمة الموجهة للأطفال تقتضي مراعاة خصوصية القارئ الناشئ
جريدة أصوات
– أكد مترجم قصص الأطفال، هشام فهمي، اليوم الخميس بالشارقة، أن الترجمة الموجهة للأطفال تتطلب توازنا دقيقا بين الحفاظ على أمانة النص الأصلي ومراعاة خصوصية القارئ الناشئ.
وأبرز فهي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش فعاليات الدورة الـ 16 لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن مترجم قصص الأطفال يجب أن لا ينزل بمستوى اللغة لتناسب الطفل، بل عليه أن يرفع الطفل لمستوى النص، بما يتيح له تعلم مفردات جديدة والاستمتاع في الوقت ذاته.
وأوضح المترجم المصري، الذي راكم تجربة أدبية كبيرة في مجال كتب الأطفال والشباب من خلال ترجمته لأعمال عالمية عديدة من قبيل “الهوبيت”، و”كورالين”، و”تنين الجليد”، و”نداء الوحش”، أن مهمة نقل النصوص للأطفال “ليست تبسيطا مطلقا”، بل هي مسؤولية تعليمية وأدبية تستوجب احترام اختيارات المؤلف الأصلية، مشيرا إلى أن المترجم عليه أن يتجنب استخدام لغة معقدة دون مبرر، لكن أيضا ألا يفرط في التبسيط على حساب عمق النص.
وأضاف أن البحث عن النص المناسب لترجمته إلى العربية للأطفال يمثل نصف صعوبة العملية، حيث يتطلب ذلك قراءة العديد من النصوص للعثور على العمل الذي يحمل قيمة أدبية ومعرفية ويستحق أن يصل إلى القارئ الناشئ العربي، شريطة أن يكون موجها للأطفال في أي مكان من العالم، ويحمل طابعا كونيا في موضوعه وأسلوبه.
وبعد أن أكد على أن الترجمة في حد ذاتها تفرض تحديات خاصة تختلف من نص لآخر، أشار فهمي إلى أن الشغف بالنص المختار يبقى العامل الحاسم، إذ غالبا ما يقع الاختيار على الأعمال التي تلامس المترجم وتثير لديه رغبة في نقلها للقارئ، مشددا على أن أفضل قصص الأطفال هي تلك التي يستمتع بها الكبار أيضا.
وساق المترجم المصري، في هذا الإطار، أمثلة على غرار “هاري بوتر” و”الهوبيت” التي كتبت أصلا للأطفال، لكنها أسرت الكبار والصغار على حد سواء، مبرزا أن وجود شخصيات جذابة وأحداث مشوقة يعد من أبرز مقومات نجاح النص الموجه للأطفال.
وقال إن التعاون مع دور النشر في مجال ترجمة كتب الأطفال يشهد دينامية إيجابية، حيث أن هذه الأخيرة لا تواجه صعوبات في تسويق الكتب التي تختارها لوجود إقبال على هذا النوع من الإنتاج الأدبي.
وخلص المتحدث إلى التأكيد على أن تعزيز الاهتمام بأدب الطفل يمثل استثمارا في المستقبل، إذ أن الأطفال الذين يعتادون على القراءة منذ الصغر يكونون أكثر إبداعا وانخراطا في الحياة الثقافية مستقبلا.
وتستمر فعاليات الدورة الـ 16 لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، المنظم من طرف “هيئة الشارقة للكتاب” تحت شعار “لتغمرك الكتب”، إلى غاية 4 ماي المقبل بمشاركة دور نشر متخصصة في أدب الطفل من عدة دول عربية وأجنبية.
وتتميز دورة هذه السنة بمشاركة 122 دار نشر من 22 بلدا وستشهد تنظيم 35 جلسة نقاشية تثري ثقافة الحضور وتتناول واقع النشر بشكل عام وفي مجال أدب الأطفال بشكل خاص، إلى جانب بحث سبل تشجيع عادة القراءة وتجاوز تحديات صناعة الكتاب في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى معرض متنقل ومسرحيات وورشات عمل
التعليقات مغلقة.