الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس: قطب تربية الماشية يستعرض التراث الحيواني المغربي
بقلم الأستاذ محمد عيدني
أصوات من الرباط
جذبت أروقة تربية الماشية في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، الأنظار مجدداً، حيث انغمس الزوار في عالم السلالات الحيوانية التي تمثل رموزاً للتراث المغربي.
تحت خيمة كبيرة، تكتسي الأجواء القروية نبض الحياة، مع تنوع حيواني يثير إعجاب عشاق اكتشاف السلالات المختلفة. وتختلط في المكان روائح البرسيم والأعلاف بحضور الماشية، مما يوفر تجربة فريدة للزوار.
وصرح رشيد العرباوي، مربي الأبقار من إقليم الخميسات، لوكالة المغرب العربي للأنباء، قائلاً: “لم أسبق أن شهدت مثل هذا التنوع الرائع من السلالات، مما يعكس الجهود الكبيرة للمربين المغاربة”.
يحتوي جناح الماشية على مجموعة متنوعة من السلالات المحلية والمستوردة، حيث تبرز سلالة (ليموزين) بخصائصها المميزة، مما يجعلها موضوع نقاش ساخن بين المهنيين. أما سلالة (شاروليز) الفرنسية، فتأسر الزوار بخصائصها الفائقة وشكلها الضخم.
وأبدى الزوار إعجابهم بسلالة (هولستين) الشهيرة بإنتاجها الكبير من الحليب، حيث يمكن أن تصل إنتاجيتها إلى 40 لتراً يومياً، وهو ما أثار دهشة العديد منهم.
كما لفت جناح النعام انتباه الزوار، حيث احتضن أنواعاً تصل ارتفاعاتها إلى أكثر من 2.5 متر، مع تقديم معلومات عن مزايا هذا النوع في مجال تربية الماشية المغربية.
وتمتلك سلالتي الأغنام (الصردي) و(الدمان) أهمية خاصة، حيث تعتبران أساسيّتين في تربية الماشية على المستوى الوطني، بينما سلالة (بني غيل)، المعروفة أيضًا باسم (الدغمة)، تحظى بالاهتمام لإمكاناتها التكيف مع المناطق السهبية.
ويُشمل المعرض أيضاً سلالة (درعة) من الماعز، والذين يعرفون بحجمهم الصغير وقدرتهم على الإنتاج في ظروف قاسية، كما تضم الأجنحة أنواعاً مختلفة من الدواجن، بما في ذلك الدجاج البلدي المغربي.
وفي ختام الحدث، تُقام حفل توزيع الجوائز لتكريم أفضل المربين والأنواع، ما يُنتظر بفارغ الصبر، حيث تعد هذه اللحظة تتويجاً لأسبوع مخصص للتميز في تربية الماشية، ليظل قطب تربية الماشية أحد أبرز ملامح النسخة الحالية من الملتقى.
التعليقات مغلقة.