الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025: انطلاقة جديدة نحو التنمية المستدامة
بقلم الأستاذ محمد عيدني
أصوات من الرباط
اختتم الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته السابعة عشر يوم الأحد 27 أبريل 2025، حيث جمع بين تبادل الأفكار والابتكارات الزراعية التي تعكس تطلعات المستقبل. وقد حظي الملتقى برعاية ملكية سامية، مما يبرز أهمية هذا الحدث في جدول الأعمال الوطني والدولي.
مشاركة واسعة وصناعة جديدة
شهد الملتقى حضور أكثر من مليون زائر و1580 عارضاً من 70 دولة، الأمر الذي يعكس الأهمية الكبيرة للملتقى كمنصة لتبادل المعارف والخبرات. تنوعت المشاركات بشكل كبير، حيث شملت مؤسسات حكومية وخاصة، ومنظمات غير حكومية، ومزارعين، وباحثين، ومبتكرين من مختلف أنحاء العالم.
موضوع الدورة: الماء والتنمية المستدامة
تحت شعار “الماء في قلب التنمية المستدامة”، تناول الملتقى القضايا الملحة المتعلقة بحماية وإدارة الموارد المائية، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي. كانت المناقشات تتمحور حول كيفية تحسين تقنيات الري وإدارة المياه لضمان استدامة الإنتاج الزراعي، مما جعل هذا الملتقى منصة حيوية لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه الفلاحة.
الندوات العلمية والورشات
اشتمل البرنامج على 55 ندوة علمية، حيث تم دعوة خبراء من مختلف التخصصات لمناقشة المواضيع المختلفة. شملت الندوات قضايا مثل الزراعة الذكية، واستعمال التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، وأساليب الري الحديثة. كما تم تنظيم ورش عمل عملية تعزز من قدرة المزارعين على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في تحسين إنتاجيتهم.
الجوائز والابتكارات
كما تم تسليم 93 جائزة للتميز، وذلك لتشجيع الابتكار والإبداع في قطاع الزراعة. هذه الجوائز لم تقتصر على المزارعين المحليين، بل شملت أيضاً مشاريع مبتكرة من جميع أنحاء العالم، مما يعكس روح التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة.
الاستنتاجات والدعوات للأمام
في ختام الدورة، دعا المنظمون إلى ضرورة الاستمرار في تعزيز استثمارات البلاد في القطاع الزراعي، مشددين على أهمية تطوير استراتيجيات جديدة تركز على الاستدامة والابتكار. وقد لاقى هذا النداء استجابة كبيرة من المشاركين، الذين عبروا عن استعدادهم للعمل معاً لمواجهة التحديات المقبلة وتحقيق الأمن الغذائي.
يمثل الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025 خطوة هامة نحو تعزيز التنمية المستدامة في قطاع الزراعة. وهو يؤكد على دور الماء كعنصر حيوي في تحقيق الأمن الغذائي والتصدي للتغيرات المناخية. إن نجاح هذه الدورة يفتح آفاق جديدة للتعاون والإبداع، مما يبشر بمستقبل أفضل للزراعة عبر الابتكار المستدام والشراكات العالمية.
التعليقات مغلقة.