أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تنازلات الرجل: كرامته وفحولته تحت المجهر”

بقلم: عيدني محمد

 

 

يتعرض الرجال لضغوطات اجتماعية كبيرة تجعلهم يقعون أحيانًا في فخ التنازلات، حيث يتخلون عن قيمتهم الذاتية وكرامتهم في سبيل تلبية توقعات المجتمع أو المحافظة على العلاقات. إن هذه التنازلات قد تضر بالنفسية وتؤدي إلى فقدان السيطرة على الهوية.

تظهر التجارب الحياتية أن الرجل، عندما يبدأ بالتخلي عن مواقفه القوية، يفقد الثقة في نفسه. تنازلاته قد تكون موجهة نحو الحفاظ على مشاعر شريكته أو لتجنب الصراعات، لكنها تؤدي في النهاية إلى انزلاقه نحو ضعف داخلي. العلاقة التي كانت تتمحور حول الاحترام المتبادل قد تتعرض للاهتزاز عندما يفقد الرجل جاذبيته بفقدان قوته.

كما يقول الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر: “الإنسان محكوم عليه بأن يكون حرًا.” هذه الحرية تتطلب من الرجل أن يتحمل المسؤولية عن اختياراته وأفعاله. وعندما يقوم بالتخلي عن كرامته، يفقد تلك الحرية ويصبح أسيرًا لتوقعات الآخرين.

أيضًا، الفيلسوفة الأيرلندية ماري ويلستونكرافت تشير إلى ضرورة تمتع المرأة بالرجل القوي الذي يحترم نفسه، مما يؤكد على أهمية القيم الداخلية. فوجود الرجل الضعيف لن يسهم في بناء رابط قوي وصحي.

عندما يتعرض الرجل لكثير من الجروح العاطفية، يصبح الشفاء أمرًا صعبًا. كما يقول الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه: “ما لا يقتلني يجعلني أقوى”، وهو ما يعني أن التكرار المتكرر للألم قد يؤدي إلى فقدان الشعور بالقوة والقدرة على التعافي.

من الضروري أن يعي الرجل أن التنازلات التي يقوم بها ليست حلا دائمًا. يجب عليه مواجهة المجتمع كى يحافظ على كرامته وفحولته، وأن يسعى للحفاظ على هويته بدلاً من التركيز فقط على إرضاء الآخرين. فالمسار نحو تحقيق الاحترام الحقيقي يبدأ من فهم القيم الفردية والتمسك بها، لأن التنازلات عن الكرامة لا تصنع الرضا أو السعادة

التعليقات مغلقة.