مهدي رضا
أبانت التطورات الأخيرة في “إيران” أن النظام يعاني من أزمة بنيوية عميقة. تتمثل في صراع داخلي يُعرف بـ”صراع العقارب”. والذي يعكس تدهور استقراره نتيجة انقسامات حادة بين أجنحته المختلفة. بما يعزز من احتمالية انهياره إذا لم يتمكن من احتواء هذه التناقضات.
فاستمرار التوترات الداخلية يعزز من هشاشة النظام ويقلل من فرصه في الحفاظ على الشرعية الخارجية. خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهه. وهو ما يُظهر أن شعارات الدفاع عن “المحرومين” تتناقض مع الواقع المعيش من تفاقم الفقر والبطالة.
في سياق التحليل القانوني، فإن محاولة النظام إخفاء أزماته عبر استعراضات دعائية واستعراض القوة، رغم أنها تعكس حالة من الرعب. إلا أنها قد يمكن اعتبارها من أوجه التهديد للأمن الإقليمي والدولي، خاصة مع تصاعد احتمالات حصول انفجار داخلي يعيد رسم معالم المنطقة.
فاستمرار التواطؤ الدولي وعدم التدخل الحاسم قد يؤدي لتعقيد حالة الاستقرار، فيما يظل الشعب الإيراني يواجه أزمات متفاقمة. ويهدد ذلك مستقبل النظام بشكل كبير. حيث أن التناقضات بين الخطاب والواقع، والوحدة والانقسام، والقوة والخوف، تُهدد مستقبل الدولة. وتُقرب بالتالي احتمالات سقوطها. وهو ما يتطلب موقفاً دولياً استراتيجياً يوازن بين الحفاظ على السلام ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وهكذا فإن النظام الإيراني يعيش حالة من الفوضى الداخلية تُعرف بـ”صراع العقارب”. وهي ليست مجرد صراعات عابرة بين أجنحة متنافسة، بل دليل على أزمة بنيوية تهدد استقراره.
فعلى الرغم من ترويج النظام لنفسه كـ”مدافع عن المحرومين” عبر شعارات رنانة. إلا أن هذه الادعاءات تتناقض بشكل صارخ مع الواقع الذي يكشف عن انقسامات عميقة وفشل إداري.
هذا التقرير لا يكتفي بتلخيص ما جاء في الصحف، بل يحلل هذه التناقضات، ويركز على حالة الرعب التي تسيطر على النظام وتدفعه إلى مسرحيات دعائية لإخفاء ضعفه.
فضاء الصحف اليوم: نقد وتحليل
حاولت صحيفة “هِم ميهن” في مقالها “الأمة الخالدة”. تصوير النظام ككيان متماسك متجذر في دعم الشعب. لكن هذا الخطاب ليس سوى قناع يخفي حالة الرعب من انهيار الشرعية. فالتركيز على “الخلود” يكشف عن محاولة يائسة للتغطية على الانقسامات الداخلية بين التيارات المتنافسة، التي تتصارع على النفوذ دون أي رؤية لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. هذا التناقض بين الصورة المرسومة والواقع يُظهر نظاماً يعيش على حافة الهاوية.
من جهتها سلطت “سیاست روز” في مقالها “سيد المحرومين و120 ألف مراسم تأبين؟!”. الضوء على المبالغة في تنظيم مراسم لإظهار شعبية مزعومة. لكن هذه العروض لا تعكس قوة، بل حالة ضعف ورعب من تصاعد السخط الشعبي. فالنظام، وبدلاً من الاستجابة لاحتياجات “المحرومين” الذين يدّعي الدفاع عنهم. يلجأ لاستعراضات دعائية تكشف عن فراغ استراتيجي وعجز عن مواجهة التحديات الحقيقية.
تحليل معمق: تناقضات تُهدد الاستقرار
يمكن الوصول لثلاث تناقضات رئيسية يحمل الخطاب المروج “إيرانيا.
أولاها، أن الخطاب مقابل الواقع. فشعارات من قبيل “الدفاع عن المحرومين” تتصادم مع تفاقم الفقر والبطالة. وهو ما يُظهر أن هذه الادعاءات مجرد أدوات لتسكين الغضب الشعبي وليس لها أساس عملي.
ثانيها الحديث عن الوحدة مقابل الانقسام. فعلى الرغم من محاولة النظام تقديم صورة موحدة. فإن الصراع بين الأجنحة، من تيار المحافظين إلى الإصلاحيين. يكشف عن هيكل مفكك يفتقر إلى التنسيق. وهو ما يُضعف قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة.
ثالتها القوة مقابل الرعب. حيث يعتمد النظام على استعراض القوة، ضمنها المراسيم المبالغ فيها. لكنه في الواقع يعيش حالة رعب دائم من انتفاضة شعبية قد تُنهي وجوده. خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية.
وإجمالا فالنظام الإيراني، كما يظهر من تحليل ما وراء عناوين الصحف. ليس مجرد كيان منقسم، بل هو نظام يواجه أزمة وجودية. فمحاولاته لإخفاء التناقضات عبر خطابات عاطفية (هِم ميهن). أو عروض دعائية (سیاست روز) تكشف عن حالة ضعف بنيوي.
التعليقات مغلقة.