فاس تتجه نحو فقدان تراثها العتيق: تحذيرات من تدهور الأحياء القديمة وتفاقم التحديات
بقلم الأستاذ محمد عيدني
أصوات من الرباط
تواجه مدينة فاس، العاصمة التاريخية للمغرب، مخاطر حقيقية تهدد تراثها العتيق، مع تزايد ظاهرة التدهور والاندثار في الأحياء القديمة. وتأتي هذه المشكلة نتيجة للتوسعات العمرانية غير المنظمة والتهديدات المستمرة على المواقع الأثرية، التي تفقد المدينة جزءًا من هويتها الثقافية والتاريخية التي لطالما كانت مصدر فخر للشعب المغربي.
وفي ظل غياب خطة تشغيلية واضحة للحفاظ على التراث، تتعرض أحياء مثل باب الحديث وباب الفتوح وغيرها لعمليات ترميم عشوائية وتطويرات تتجاهل الأصول التاريخية، مما يزيد من وتيرة تدهور الموروث الحضاري. ويخشى العديد من المهتمين والخبراء أن تنتهي هذه العمليات إلى فقدان معالم العمران التقليدي، في وقت يُنتظر أن تكون المدينة من أبرز الوجهات السياحية التراثية في العالم العربي.
وفي وقت يحذر فيه خبراء من استمرار هذه الحالة، تتصاعد الدعوات إلى ضرورة تبني إستراتيجية صارمة للحفاظ على الأحياء القديمة، وتفعيل قوانين صارمة لمنع التعدي على التراث العمراني، وضمان استدامة الهوية الثقافية التي تميز فاس عن غيرها من المدن.
هل يُسهم الجهد المشترك بين السلطات والمجتمع المدني في إنقاذ هذا التراث الثمين، أم ستظَل فاس تخسر جزءًا من تاريخها أمام عمليات الإهمال والتخريب؟ انتظار الإجابة من الجميع، فالمسؤولية مشتركة، وضرورة العمل بأقصى جدية للحفاظ على جوهرتها التاريخية.
التعليقات مغلقة.