تقدم ملموس وتحديات في برنامج “مدن بدون صفيح” بالمغرب
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
شهدت المملكة المغربية تقدمًا ملحوظًا في إطار برنامج “مدن بدون صفيح”، الذي يسعى إلى تحسين جودة السكن للفئات المعوزة وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للعديد من الأسر التي كانت تعيش في ظروف غير ملائمة. أعلن أديب بن إبراهيم، كاتب الدولة المكلف بالإسكان، خلال جلسة بمجلس النواب، أن أكثر من 64,775 أسرة استفادت من عمليات تحسين السكن تحت مظلة البرنامج، وهو رقم يعكس جهود الحكومة في معالجة مشكلة السكن غير اللائق بشكل تدريجي ومتسارع.
عبر الفترة الممتدة بين 2018 و2021، كانت وتيرة معالجة ملفات الأسر تتراوح حوالي 6,200 أسرة سنويًا، إلا أنها شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بعد ذلك، حيث أصبح يتم معالجة حوالي 18,507 أسرة سنويًا بين نوفمبر 2021 وماي 2025. هذا التزايد السريع يعكس توسيع دائرة المبادرة، وتركز الجهود بشكل أكبر في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل الدار البيضاء، مراكش، تمارة الصخيرات، وسلا، حيث تعتبر الحاجة ماسة إلى تطوير البنية التحتية وتحسين ظروف السكن.
إلا أن هذا النجاح لا يخلو من التحديات. فقد أشار المسؤول إلى أن الطلب على هذه البرامج يتزايد، الأمر الذي يضع ضغطًا كبيرًا على الموارد المتاحة، ما يهدد باستدامة وتوسيع المبادرة بشكل فعال. كما أبدى قلقه من ضعف مستوى مشاركة بعض الأسر المستفيدة في عمليات التهيئة والسكن، بالإضافة إلى ضعف جاذبية مراكز الاستقبال المخصصة لهم، وعدم كفاية التجهيزات الأساسية ضمن المشاريع المنجزة، وهو ما يقلل من فعالية واستدامة الحلول المقدمة.
وبينما تتزايد تكلفة الأشغال، خاصة تلك المتعلقة بالتهيئة الخارجية للمشاريع، أكد المسؤول على ضرورة تدخل شركاء آخرين وتوفير تمويل إضافي لضمان استكمال المشاريع بشكل يتلاءم مع تطلعات السكان واحتياجاتهم. الاختيارات الحكيمة لموارد التمويل، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتفعيل برامج التوعية والتواصل، كلها عناصر أساسية لضمان نجاح البرنامج على المدى الطويل وتحقيق أهدافه المتمثلة في القضاء على الأحياء الصفيحية وتوفير مساكن لائقة لجميع المواطنين.
وفي الختام، يبقى برنامج “مدن بدون صفيح” مبادرة مهمة تتطلب مزيدًا من الدعم والتنسيق، لرفع مستوى الأداء ومواجهة التحديات القائمة، من أجل مستقبل أكثر استدامة وكرامة لكل الأسر المغربية.
التعليقات مغلقة.