الرباط، المغرب – 30 يونيو 2025/ أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن إطلاق تجربة لجهاز إلكتروني متكامل جديد يهدف إلى رصد الغش في الامتحانات، وذلك في سياق مساعيها المتواصلة لمواجهة تنامي ظاهرة الغش عبر الوسائط التكنولوجية. سيتم البدء في تطبيق هذا النظام بشكل تجريبي خلال الدورة الاستدراكية لامتحانات البكالوريا التي ستجرى في شهر يوليوز المقبل، تمهيداً لتعميمه مستقبلا.
نظام المساعدة على رصد حالات الغش: تقنية متطورة لضمان النزاهة
وفقا لدورية صادرة عن وزارة التربية الوطنية، يتميز هذا النظام بقدرته على الرصد الآني لحدوث تواصل إلكتروني بين المترشحين داخل قاعات الامتحان وأشخاص من خارجها. يعتمد النظام على جهاز إلكتروني متنقل يستخدم مبدأ الرصد الأوتوماتيكي للتواصل، وذلك دون التسبب في التشويش على الاتصالات العادية أو الولوج لمضمون التواصل، مما يضمن عدم خرق الخصوصية.
يقوم هذا النظام على مبدأ الاحتراز والوقاية، من خلال توظيف وسائل تكنولوجية متقدمة لرصد استباقي لجميع أشكال التواصل المعتمدة على الوسائط الإلكترونية، مع الحفاظ على سير الامتحان وحقوق المترشحين. كما يتوفر النظام على منصة رقمية ذات مستويات متعددة (محلية، إقليمية، جهوية، ووطنية)، موصولة بأجهزة الرصد المتنقلة، وتُمكن من توفير معطيات ومؤشرات دقيقة ومفصلة حول حالات الغش المرصودة.
آليات التطبيق والتكوين: فرق جهوية ولجان محلية
سيتم توظيف نظام المساعدة على رصد الغش في الامتحانات على مستوى كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين. ويشمل ذلك تكليف فريق جهوي من بين الفرق المتنقلة المكلفة بزجر الغش في الامتحانات لاستعمال جهاز الرصد، وذلك وفق الدليل المحين الخاص بهذه الفرق. وسيتم تزويد كل فريق جهوي بجهاز رصد الغش، مع توفير تكوين خاص لأعضاء هذه الفرق لتدريبهم على الاستعمال الناجع والتحكم في الخصائص الوظيفية لمختلف مكونات النظام.
يقتصر دور الفرق الجهوية على رصد حالات الغش باستخدام هذا النظام. أما اللجان المحلية على مستوى مركز الامتحان فتتولى مسؤولية ضبط هذه الحالات المرصودة بواسطة النظام، وذلك وفق مقتضيات دفتر مساطر تنظيم امتحانات البكالوريا.
مسار تدريجي نحو التعميم: مرحلتان لتقييم شامل
سيتم اعتماد النظام الإلكتروني لرصد حالات الغش خلال اختبارات الدورة الاستدراكية لامتحانات البكالوريا في شهر يوليوز المقبل، ضمن مسار تدريجي يهدف إلى تعميمه ليشمل جميع الامتحانات وجميع مراكز الامتحان. ينقسم هذا المسار إلى مرحلتين متكاملتين:
- المرحلة الأولى: تهم اختبارات الدورة الاستدراكية للامتحان الجهوي الموحد للبكالوريا. سيتم تفعيل النظام داخل مجموعة من مراكز الامتحان على مستوى كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين، مع التركيز على جمع المعطيات الميدانية المرتبطة بسير هذه العملية. ستكون هذه المرحلة مناسبة لرصد التحديات التقنية والتنظيمية وتقديم مقترحات تطويرية لضمان ملاءمة النظام للواقع المدرسي.
- المرحلة الثانية: تهم اختبارات الدورة الاستدراكية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا. تأتي هذه المرحلة استنادا إلى خلاصات المرحلة الأولى، عبر توسيع نطاق الاستعمال بعد تعزيزه بتوصيات محينة ذات طابع تنظيمي. يسمح هذا بتقويم أعمق لاستعمال هذا النظام في سياق أكثر شمولية، تمهيداً لاعتماده بشكل موسع ووفق مقاربة تجمع بين النمط الاستباقي والنمط الزجري.
دوافع التبني: مكافحة تنامي الغش التكنولوجي
أرجعت وزارة التربية الوطنية اعتماد هذا النظام الجديد إلى تنامي اللجوء للوسائط التكنولوجية الحديثة في الغش أثناء اجتياز الامتحانات المدرسية. فظاهرة الغش تفاقمت خلال السنوات الأخيرة وتطورت أساليبها، مما أصبح يتطلب تطوير الوسائل والمقاربات الرامية إلى الحد من هذا السلوك الذي يمس بمبادئ الإنصاف والاستحقاق وتكافؤ الفرص بين جميع الممتحنين. وعليه، جاء هذا النظام كـ”حلول تكنولوجية مبتكرة وفعالة تستجيب لتحديات المرحلة وتُسهم في التصدي لحالات الغش بشكل منهجي.”
التعليقات مغلقة.