أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مهنة الصحافة في مراكش.. بين المهارة والمصداقية

بقلم: عيدني محمد

أصوات من الرباط

تواصل مراكش، المدينة التاريخية والثقافية العريقة، استقطاب الزوار من مختلف بقاع العالم، وهي أيضا منارة إعلامية تتميز بنشاط إعلامي متزايد. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، ظهرت علامات تثير التساؤل حول وضعية المهنة وأخلاقياتها داخل سياق المدينة، خاصة وسط ادعاءات بوجود ممارسات غير مهنية تستغل رخص مهنة الصحافة لتحقيق مصالح شخصية أو إرباك المشهد العام.

واقع مهنة الصحافة بالمغرب ومراكش على وجه الخصوص

الصحافة، كسلطة رابعة، تلعب دورًا محوريا في مراقبة السلطات وتوعية الرأي العام، وهو ما يجعل من الضروري أن تتسم بالمصداقية والاحترافية. إلا أن الواقع في مراكش، كما في غيرها من المدن، يشهد وجود فئة من الأفراد الذين استغلوا هذه المهنة لتحقيق أغراض خاصة، سواء من خلال الانتحال أو المعلومات المضللة، مما يضر بسمعة الصحافة ويشوه صورة المدينة.

ظاهرة الانتحال والنصب في سوق الإعلام المحلي

الانتشار الواسع لمقاهي ومؤسسات إعلامية وهمية، التي غالبًا ما تعمل بدون رقابة أو معايير مهنية، ساهم في إتاحة الفرص لبعض النقلة غير المهنيين للانخراط في القطاع، عبر استغلال اسم الصحافة والتربح على حساب المهنية والمصداقية. هذه الظواهر أدت إلى تراجع الثقة في الإعلام، وتفاقم الظواهر السلبية التي تؤثر على صورة المدينة وثقة الجمهور في وسائل الإعلام.

هل أصبحت مهنة الصحافة “مهنة من لا مهنة له”؟

رغم أن الصحافة تبقى مهنة نبيلة تتطلب أخلاقيات ومهارات عالية، إلا أن الواقع يبين أن هناك من أدمن استغلالها لضرب الاستقرار أو لتحقيق مصالح شخصية. هذا يطرح تساؤلاً عن مدى صرامة القوانين والتشريعات التي تُشدد على مهنية الصحافة، فضلاً عن دور المؤسسات الإعلامية والنقابات في تفعيل ضوابط المهنة.

المخرج: تعزيز أخلاقيات المهنة وتطوير القوانين

لمواجهة هذه الظاهرة، يتطلب الأمر تعزيز دور النقابات المهنية، وصياغة قوانين رادعة تستوفي معايير المهنية، بالإضافة إلى تكثيف برامج التكوين والتوعية للصحافيين الشباب، بهدف زرع قيم المصداقية والنزاهة. كما أن للمجتمع المدني وحقوقيي المدينة دور مهم في مراقبة المشهد الإعلامي والضغط من أجل تطبيق القوانين بشكل صارم.

مراكش، المدينة التي تجمع بين التاريخ والحداثة، تحتاج إلى إعلام مسؤول ومهني يعكس صورتها الحقيقية ويخدم مصلحة مجتمعها وزوارها. والسؤال المطروح: هل ستتمكن المؤسسات والفاعلون الإعلاميون هناك من التصدي لهذه الظواهر السلبية، ورفع جودة المهنة، لضمان مستقبل أكثر إشراقًا وشفافية في عالم الإعلام بالمغرب.

التعليقات مغلقة.