أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الحسيمة: دورة تكوينية لتعزيز قدرات طلبة الدكتوراه في “الرصد العلمي والتكنولوجي”

نورا ب

شهدت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة (ENSA) تنظيم دورة تكوينية مكثفة حول موضوع “الرصد العلمي والتكنولوجي وبراءات الاختراع”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 26 يونيو 2025، تحت إشراف الأستاذ الجامعي والخبير في الذكاء التنافسي أنس الحدّادي. ذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز الكفاءات البحثية لدى طلبة الدكتوراه بالمغرب.

الدورة التي تندرج ضمن المكون الإجباري للتكوين في الدكتوراه، تم تنظيمها من طرف مركز الدراسات الدكتورالية في العلوم والتقنيات والعلوم الطبية (CED‑STSM) التابع لجامعة عبد المالك السعدي، واستفاد منها طلبة الدكتوراه المسجلون في السنتين الأولى والثانية بمسلكي STE وSTI، إلى جانب الطلبة المساعدين (moniteurs) المسجلين في السنة الثالثة.

شكل هذا التكوين فرصة ثمينة للباحثين الشباب للتعرف على المفاهيم المتقدمة المتعلقة بالرصد العلمي والتكنولوجي، كأداة استراتيجية تمكن الباحث من تتبع أحدث التطورات العلمية والتقنية على الصعيدين الوطني والدولي، بالإضافة إلى آليات استثمار قواعد البيانات العالمية، وتحليل براءات الاختراع، وفهم البعد الاستراتيجي للملكية الفكرية في سياق البحث والتطوير.

وحسب المنظمين، فإن الدورة تأتي في إطار تنزيل رؤية جامعة عبد المالك السعدي الرامية إلى تمكين الطلبة الباحثين من أدوات المعرفة العصرية، وربط البحث الأكاديمي بمحيطه السوسيو-اقتصادي والتكنولوجي.

أشرف على تأطير الدورة الأستاذ أنس الحدّادي، أستاذ الذكاء التنافسي بـENSA الحسيمة، وصاحب خبرة طويلة في مجالات إدارة المعرفة وتحليل البيانات والتكنولوجيا الرقمية. وقد تميزت محاضراته بطرح تطبيقي لمفاهيم الرصد العلمي، مع التركيز على أدوات تقنية متقدمة مثل قواعد البيانات الدولية (مثل Scopus وWIPO) وتقنيات تتبع الاتجاهات العلمية الناشئة.

كما تطرقت الدورة إلى أهمية دمج الرصد التكنولوجي في المشاريع البحثية، وربطه بمسارات الابتكار وريادة الأعمال، خاصة في سياقات البحث الصناعي والتطبيقي.

تشكل هذه المبادرة جزءًا من الدينامية التي تشهدها الجامعات المغربية في مجال تطوير برامج التكوين في الدكتوراه، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. وتماشياً مع ما تقدمه مؤسسات وطنية كـ”المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (CNRST)” عبر منصات متخصصة في “الـveille technologique”، مثل veille.cnrst.ma، فإن هذه الدورة تعكس وعياً متزايداً بأهمية المعلومة كقوة في البحث والابتكار.

على المستوى الدولي، تتقاطع مضامين هذه الدورة مع توصيات منظمة “الويبو” (WIPO) التي تشجع على دمج مفهوم “الرصد التكنولوجي” في البحوث الجامعية، كوسيلة لحماية الابتكار وتحقيق التميز الأكاديمي.

وحسب المشاركين، فإن هذه الدورة لم تكن فقط مناسبة معرفية، بل شكّلت كذلك فضاء للتبادل بين الباحثين في مجالات متعددة، وساهمت في خلق شبكة من التواصل العلمي داخل جامعة عبد المالك السعدي.

وقد تم التأكيد في ختام الدورة على ضرورة مواصلة تنظيم ورشات مماثلة مستقبلا، مع الانفتاح على تكوينات متقدمة في تحليل البراءات، أدوات الذكاء الاصطناعي في الرصد العلمي، واستثمار التكنولوجيا في دعم اتخاذ القرار البحثي.

تؤكد هذه المبادرة على التزام جامعة عبد المالك السعدي، ومؤسساتها التابعة بالحسيمة، في المضي قدما نحو تجويد التكوين في سلك الدكتوراه، من خلال دمج مفاهيم استراتيجية في البحث العلمي، ومواكبة المتغيرات العالمية. وينتظر أن تؤسس هذه الخطوة لمسار أكاديمي رصين، قادر على إنتاج المعرفة، وصُنع التأثير في محيطه الاقتصادي والاجتماعي.

التعليقات مغلقة.