أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

جريمة صادمة في تزنيت: زوج ينحر زوجته وسط صراخ “قتلتها أخيراً” وتعكس تفشي العنف الأسري

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

في واقعة صادمة هزت حي تيوديبت بالمدينة العتيقة لتزنيت مساء الثلاثاء، أقدم زوج على نحر زوجته داخل المنزل العائلي، قبل أن يخرج مهرولاً إلى الشارع وهو يصرخ بصوت مرتفع بالأمازيغية: “قتلتها، قتلتها أخيراً”، في مشهد أثار ذهول واستنفار سكان الحي.

الضحية، وهي سيدة في الستينات من العمر تنحدر من نواحي سيدي إفني، عُثر عليها جثة هامدة داخل منزلها بحي تيوديبت، بينما فرّ الزوج المفترض نحو وجهة مجهولة في حالة غير طبيعية، ما جعله المشتبه الرئيسي في الجريمة. استجابت السلطات الأمنية على الفور، حيث استنفر مفوض الأمن بتزنيت فرق الشرطة العلمية والشرطة القضائية، التي قامت بتأمين مسرح الجريمة وفتح تحقيق معمق بأمر من النيابة العامة المختصة. كما شرعت في دوريات تمشيطية واسعة بالحي بحثاً عن الجاني، بينما تم نقل جثمان الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لتزنيت لاستكمال إجراءات التشريح والتحقيق.

هذه الحادثة ليست فقط مأساة إنسانية، بل تعكس ظاهرة متزايدة من العنف الأسري الذي بات ينخر النسيج الاجتماعي المغربي، حيث تتكرر جرائم القتل التي تطال النساء داخل الأسرة، الأمر الذي يثير تساؤلات حقيقية حول الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة. يرتبط تفشي العنف الأسري، في كثير من الأحيان، بالضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الأسر المغربية، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي يفاقم من حالات التوتر والاحتقان داخل المنازل. فارتفاع معدلات البطالة، تراجع القدرة الشرائية، وغياب آفاق واضحة لتحسين الظروف المعيشية، كلها عوامل تضغط على الفرد والأسرة، وتزيد من احتمالات وقوع العنف.

كما لا يمكن إغفال النقص في برامج الحماية والدعم النفسي والاجتماعي للضحايا، إضافة إلى ضعف تفعيل القوانين والتشريعات الرامية إلى مكافحة العنف ضد المرأة، مما يجعل النساء عرضة لأخطار جسيمة داخل محيطهن الأسري. في ظل هذه المعطيات، يتوجب على الجهات المسؤولة التحرك بشكل عاجل وفعّال، عبر وضع استراتيجيات شاملة للوقاية من العنف الأسري، دعم الضحايا، وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تلعب دوراً محورياً في زعزعة التوازن الأسري.

إن الصمت أو التغاضي عن هذه الظاهرة المقلقة قد يؤدي إلى تفاقمها بشكل يهدد السلم الاجتماعي والاستقرار النفسي لملايين الأسر المغربية، مما يحتم على الجميع، من مؤسسات رسمية ومنظمات مجتمع مدني، العمل بتنسيق وحزم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من نسيج المجتمع.

التعليقات مغلقة.