العثور على كنز بقصر قديم في بني عياط يثير ضجة واستنكار العائلة المالكة للمكان.

أصوات من الرباط

أثار فيديو نشره يوتوبر شاب مغربي على قناته، ضجة واسعة على الصعيدين المحلي والوطني، بعدما زعم فيه عثوره على كنز ثمين داخل قصر قديم يقع في دوار تيزكي، جماعة بني عياط، إقليم أزيلال. القصر المذكور، تعود ملكيته التاريخية إلى القائد البشير البوهالي، أحد الأسماء المعروفة وطنيا.

اليوتوبر، المعروف بإنتاج محتويات استكشافية ومثيرة، ظهر في الفيديو وهو يحفر داخل جدار القصر، مدعيًا عثوره على مجوهرات ثمينة، قنينة زئبق نادر، وورقتين تحملان صورًا لملوك الفراعنة المصريين. وانتشر الفيديو على نطاق واسع، ما دفع عددًا من المتابعين إلى التساؤل عن مدى صحة ما ورد فيه، وحرّك نقاشًا واسعا حول التنقيب العشوائي، استغلال الممتلكات الخاصة، واحترام التاريخ المحلي.

و بعد شيوع الخبر قامت الجريدة بزيارة ميدانية إلى عين المكان، حيث وقفت على معطيات مثيرة تكشف أن الأمر قد لا يعدو أن يكون خدعة محبوكة من اليوتوبر بغرض جلب نسب مشاهدة عالية.

و حسب المعاينة الميدانية، أظهر الفيديو عملية حفر من داخل القصر توحي للمشاهد بأن الكنز دُفن هناك منذ قرون. لكن حسب المعطيات والمعاينة المباشرة اظهرت أن اليوتوبر قام في البداية بالحفر من الجهة الخلفية للجدار، حيث عمد إلى وضع “الكنز المفترض” بنفسه داخل الفجوة التي أحدثها، و بعد إخفاء المحتوى داخل الحائط، انتقل إلى الجهة الأمامية، وصوّر عملية “الاكتشاف” باستخدام أجهزة كشف المعادن، بطريقة توحي بأنه عثر على الكنز عن طريق المصادفة والاستكشاف، و أن المحتوى المستخرج كان موضوعًا بشكل متعمد داخل الحائط، ما اعتبره البعض نوعًا من النصب على المتابعين وتضليلًا إعلاميًا واضحًا.

الادعاءات الخطيرة التي وردت في الفيديو لم تمر مرور الكرام، حيث قامت عائلة القائد الراحل البشير البوهالي بوضع شكاية رسمية لدى الجهات المختصة، معتبرة أن الفيديو انتهك حرمة ممتلكاتها التاريخية دون إذن أو ترخيص مسبق.

وطالبت العائلة بفتح تحقيق في الموضوع، واتخاذ الإجراءات القانونية في حق من تسول له نفسه التلاعب بتاريخ المنطقة واستغلال المعالم التراثية لأغراض تجارية وشخصية محضة.

و حسب القوانين المغربية، يُعد التنقيب عن الكنوز دون ترخيص قانوني جريمة يعاقب عليها القانون، خاصة إذا تم في ممتلكات خاصة أو أثرية، أو رُوّج لمحتوى يُمكن أن يُضلل الرأي العام أو يسيء إلى الغير.