إقليم بولمان: مؤهلات طبيعية هائلة تواجه تحدي تراجع الاستثمارات وغياب التحفيز
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
يعاني إقليم بولمان، على الرغم من مؤهلاته الطبيعية والسياحية الهائلة، من حالة ركود تنموي مقلقة. فقد كشفت مصادر محلية وفاعلون في القطاع السياحي عن تراجع كبير في المبادرات الخاصة بمجال سياحة الطيران الشراعي، وذلك بالتزامن مع توقف شبه تام لمشاريع استثمار الأراضي السلالية. هذا الوضع يطرح تساؤلات جدية حول فعالية السياسات التحفيزية الموجهة للمناطق الجبلية.
وفيما يتعلق بسياحة المغامرات، كان الإقليم مرشحًا ليصبح وجهة دولية رائدة، خاصة في الطيران الشراعي بفضل مواقعه الطبيعية كجبل تيشوكت وغيره. إلا أن الفاعلين المحليين يؤكدون أن هذا الطموح يصطدم بضعف المواكبة وغياب البنيات التحتية الداعمة، مما أدى إلى عزوف المستثمرين الخواص عن إطلاق مشاريع جديدة أو تطوير القائم منها. ويُرجع هؤلاء هذا التراجع إلى “غياب التحفيز الكافي” والافتقار إلى رؤية واضحة لتثمين هذا المنتوج السياحي الفريد، مما يحصر النشاط في مبادرات فردية وموسمية محدودة.
وعلى جبهة أخرى لا تقل أهمية، تمثل الأراضي السلالية بالإقليم فرصة حقيقية للتنمية الفلاحية والسياحية القروية. ورغم أن القوانين الجديدة فتحت الباب أمام استثمارها، إلا أن العديد من المشاريع المقترحة لا تزال متوقفة. ويعزو المتتبعون هذا الجمود إلى تعقيدات مسطرية ونقص في التحفيزات المالية والتقنية الموجهة لذوي الحقوق والمستثمرين على حد سواء، مما يهدر فرصة ثمينة لخلق الثروة وتثبيت الساكنة المحلية في مناطقها.
ويجمع الفاعلون المحليون على أن إقليم بولمان بحاجة ماسة إلى سياسة تحفيزية واضحة ومندمجة، تتجاوز الحلول التقليدية، وتوفر مواكبة حقيقية للمستثمرين، وتبسط المساطر الإدارية. هذا من شأنه أن يمكن الإقليم من تحويل مؤهلاته الطبيعية الكبيرة من مجرد إمكانيات كامنة إلى مشاريع تنموية حقيقية ومستدامة، تعود بالنفع على الساكنة المحلية وتعزز جاذبية المنطقة.
التعليقات مغلقة.