أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

انسحاب غير مسبوق للإعلاميين من دورة مجلس جهة كلميم واد نون احتجاجًا على التهميش

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، انسحب عدد من مدراء النشر وأرباب المقاولات الإعلامية والصحفيين والإعلاميين من قاعة دورة يوليوز 2025 لمجلس جهة كلميم واد نون، وذلك مباشرة بعد الكلمة الترحيبية لرئيسة المجلس. هذا الانسحاب، الذي وصف بالراقي، جاء كرد فعل على ما اعتبره المحتجون “تهميشًا ممنهجًا” وغياب اعتراف حقيقي بدور الإعلام المحلي، رغم تضحياته المستمرة ومواكبته الدائمة للقضايا والأنشطة الجهوية. الرسالة التي أراد الإعلاميون إيصالها كانت واضحة: “كفى من الإقصاء والاستخفاف بالإعلام الجاد والمستقل”.

تعد جهة كلميم واد نون، منطقة تتميز بتنوع إعلامي يساهم بشكل كبير في نقل الأخبار وتعزيز الشفافية. لكن العلاقة بين مجلس الجهة والإعلام المحلي و الجهوي ظلت متوترة، حيث يشعر الإعلاميون بأنهم مهمشون وغير مشمولين في عمليات صنع القرار أو الدعم اللازم لعملهم. هذا الانسحاب يمثل ذروة هذه الأزمة، ويسلط الضوء على ضرورة فتح حوار جاد لمعالجة المشكلة.

أثار الصحفيون و الإعلاميون المحتجون عدة قضايا أساسية تعكس معاناتهم،
ويرى الصحفيون و الإعلاميون أن هناك استبعادًا متعمدًا لهم من التفاعل الحقيقي مع المجلس، مما يقوض دورهم كحلقة وصل بين الجهة والمواطنين.


و يطالب الإعلاميون بحقهم المشروع في الدعم، على غرار القطاعات الأخرى كالرياضة التي تستفيد من مساندة كبيرة، مشيرين إلى أن هذا الدعم لا يرتبط بالتوجهات التحريرية ولا يؤثر على استقلاليتهم.و تعاني العديد من المقاولات الإعلامية المحلية من تراكم ديون الضمان الاجتماعي، فيما يعمل مراسلون وصحفيون لسنوات في الترويج للجهة بطريقة إيجابية دون أي التفاتة أو تقدير.كما يشتكي الإعلاميون من تمرير صفقات بملايين الدراهم لمقاولات قادمة من خارج الجهة، بينما يتم تجاهل المقاولات المحلية التي تواجه صعوبات مالية.

لهذا الحدث تداعيات مهمة على مستويين منها ،يكشف الانسحاب عن الوضع الهش للإعلام الجهوي ، الذي يعاني من ضغوط مالية وتحديات تشغيلية قد تعيق استمراريته وقدرته على تقديم تغطية مستقلة.
كما يعكس الحدث أزمة ثقة بين المجلس والإعلام، مما قد يؤثر على صورة الجهة وعلاقتها بالمواطنين، خاصة أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في ضمان الشفافية.

إن انسحاب الإعلاميين من دورة مجلس جهة كلميم واد نون يمثل جرس إنذار للجميع. هذا الحدث يبرز الحاجة الملحة لمعالجة التهميش الذي يعاني منه الإعلام الجهوي ، والاعتراف بدوره الحيوي في تعزيز التواصل والتنمية بالجهة. من خلال الحوار العادل، والدعم الفعال، والالتزام بالشفافية، يمكن للمجلس استعادة الثقة وتمكين الإعلام من أداء دوره بكفاءة. الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ الإجراءات اللازمة وبناء بيئة داعمة وشاملة للإعلام في كلميم واد نون.

التعليقات مغلقة.