أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

لي بغا يسمع الحقيقة يسمع لأوزين

بقلم : الأستاذة نهاد صفي

بقلم ذة. نهاد صفي

 

ها نحن اليوم، نعيش لحظة فارقة في تاريخ السياسة المغربية، لحظة تستدعي اليقظة والانتباه، لا لأن الحكومة أبدعت، بل لأنها أخفقت. أخفقت في الوفاء، وأخفقت في الرؤية، وأخفقت في احترام ذكاء المواطن. وفي خضم هذا التهافت على بيع الوهم، يخرج محمد أوزين، لا ليخطب، بل ليوقظ الضمير، ويذكر المغاربة بحقوقهم التي أصبحت تنهب في وضح النهار تحت مسميات رنانة، من قبيل “التمويل المبتكر” و”الجيل الأخضر” و”مدارس الريادة والتميز”، وكلها عناوين براقة تخفي خوصصة مقنعة وتفويتا تدريجيا  لخدمات الدولة، من الصحة إلى التعليم، ومن الماء والكهرباء إلى صناديق التقاعد.

لم يعد الأمر مجرد تأخر في التنزيل، بل صار انسلاخا ممنهجا عن الدولة الاجتماعية، لصالح مقاولات ومجموعات ترابية تمنح سلطات بدون إطار قانوني واضح، وبدون رجوع إلى البرلمان. وزارة الصحة تفككت، وتحولت إلى مجموعات صحية ترابية ذات استقلال مالي، لا تخضع لمساءلة مركزية، بل تدار كما لو كانت شركات مستقلة، بينما يتوزع موظفوها بين من لا يزال  موظفا تابعا للوزارة، وبين مهنيي المجموعات الترابية التابعين للجهة،  في مفارقة قانونية وإدارية تعكس التخبط بدل الإصلاح. وهو التخبط نفسه الذي يعيشه قطاع التعليم، حيث تم إنتاج أربع طبقات مدرسية: تعليم عمومي متآكل، وتعليم خصوصي مربح، ومدارس ريادة بمنطق تجريبي خدماتي ، ومدارس تميز بمنطق نخبوي. كل هذا يحدث فيما يتم التحضير، في الخفاء، لتفويت المدرسة العمومية للجماعات، في ضرب صريح لفكرة تكافؤ الفرص، وتكريس لهوة مجالية صارخة بين المدينة والقرية، وكأن القرى ليست من هذا الوطن، محمد أوزين لم يتردد في كشف المستور، مؤكدا  أن الحكومة اليوم تمارس سياسة الهروب إلى الأمام، وتتغنى بشعارات وهمية، بينما المواطن يغرق في الفقر، والبطالة، وغلاء المعيشة.

الحكومة، بدل أن تمول صندوق التقاعد من ميزانيتها، توجه أعينها نحو جيب المواطن والى عمره

الدعم الموجه للماشية لم يذهب للكساب المغربي، بل للكساب الأوروبي، والنتيجة هي إجهاز كامل على القطيع الوطني. المغاربة، في المغرب الأخضر، لم يجدوا أضحية العيد، وشعروا بالإهانة، وهم يرون حكومة الكفاءات  تتحدث عن التنمية وتوزع شعاراتها، لكنها تعجز عن توفير الحد الأدنى من الأمن الغذائي

ما يجري اليوم خطير. لا حديث عن التشغيل ولا عن القدرة الشرائية إلا كوعود مؤجلة إلى سنة 2030، في مهزلة سياسية عنوانها العجز والانسحاب من الالتزامات. الوعود بمليون منصب شغل تبخرت، والمواطن يُطلب منه الصبر حتى إشعار آخر. محمد أوزين كان صريحا: المغاربة يريدون الحقيقة، لا بيع الأوهام. الزيادات في الأجور لم تكن نتاج إرادة سياسية، بل جاءت تحت ضغط الشارع والاحتقان

البرلمان الذي من المفترض أن يكون صوت الشعب، تحول في نظر أوزين إلى صدى للحكومة، بل إلى مدافع عنها، حتى كادت تختلط الأمور على المواطن، ولم يعد يعرف من انتخب ومن يحاسبه. وصلنا إلى مرحلة العبث السياسي، حيث يُقال لمن لم يعجبه الحال أن يغادر الوطن، في استخفاف مهين لكرامة المواطن

ورغم هذا الواقع المر، يؤكد محمد أوزين أن حزب الحركة الشعبية، من موقعه في المعارضة، لم يشترط موقعًا سياسيا، بل اختار موقع الدفاع عن الشعب، واقترح بديلا عمليا ليس فقط في توحيد الصناديق المتناثرة تحت وزارة منتدبة،بل حلولا لكل القضايا التي فشلت فيها الحكومة . قدم ليس حلولا فقط بل إجراءات عملية على المدى القريب والمتوسط والبعيد ولكن الحكومة اليوم اذانها صماء وهدفها طحن الموطن الذي لا حول له ولا قوة بل  غضب يتامى.

في زمن فشل الحكومية، يظهر محمد أوزين، برؤية صافية، وبديل حركي أصيل، لا ليزايد، بل ليصارح، لا ليتواطأ، بل ليقاوم. وها هو اليوم، في زمن الصمت، يصرخ باسم كل من صمت، ويضع إصبعه على الجرح: المغرب كبير على هذه الحكومة، والمغاربة يستحقون الافضل.

التعليقات مغلقة.