أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

شركات مهجورة بالحي الصناعي سلا، تتحول مطرحا للأزبال ووكرا للمنحرفين.

بقلم: سلوى داوود
شركات مهجورة بالحي الصناعي سلا تتحول الى وكر للمنحرفين وأخرى مطرحا للأزبال حيث في كل مرة تلتهم النيران جدرانها لتزيد تشويها لمنظرها المبعث على القرف.
فبعد أن كان الحي الصناعي حي الرحمة بسلا منطقة انتعاشة اقتصادية للمنطقة، حيث اضافة لكونه كان مشغلا لعدد كبير من الأيادي العاملة سواء من مدينة سلا أو وافديها عرف انتكاسة نتيجة الأزمة التي سبق وعرفها قطاع النسيج.
ولم تقتصر مناصب الشغل التي وفرتها شركات النسيج فيما سبق على مناصب شغل مباشرة بل ايضا على انشطة مرتبطة بها، ورواج تجاري كانت قد اسهمت في فترة من الزمن في انعاش الدورة الاقتصادية لساكنة سلا خاصة تلك الأحياء الهامشية والتي اصابها الكساد بعد ان ضربت الأزمة قطاع النسيج، لتتوقف عجلة البيع والشراء واصحاب المأكولات الجاهزة ورحل الوافدون ليتراجع ثمن الكراء الى غيرها من التداعيات والتي من بين نتائجها أن أغلقت عدد من الشركات أبوابها.
لترحل مخلفة وراءها عددا من العمال المشردين دون مستحقات.
لكن وبعد أن نسي أمر هؤلاء العمال وطويت القضايا ولم يحرك مسؤولو الشأن المحلي لسلا ساكنا من أجل إنقاذ تلكم الشركات.
بقيت اليوم أطلالها الفارغة التي تحولت نتيجة الإهمال إلى مطارح للأزبال تشوه المنظر العام لمدينة سلا حيث يضطر المار من شوارع الحي الصناعي إلى رؤية ذلك المنظر المقزز من الأزبال واستنشاق رائحة الحرائق التي يتم اشعالها عمدا وتكون خليطا من المواد البلاستيكية أو بقايا عجلات وغيرها من المواد القابلة للاشتعال بسرعة وتبقى تأكل جدران الشركة، حتى أمر القدرة الإلاهيةباطفائها والتي لولاها لكانت لتنتقل الى الشركات المجاورة والتي عاجلا أو آجلا ستحدث إن لم تتدخل الجهات المعنية من اجل ايجاد حل للحد منها.
وأما البعض الآخر من الشركات فقد تحولوا إلى خرابة يقطنها المنحرفون والمتشردون والسارقون الذين يريدون مداهمة المارين من اجل سلبهم ممتلكاتهم.
وكل ذلك دون أن يتحرك المسؤولون عن تسيير مدينة سلا من أجل الحد من هذا العبث.
فإلى متى هذا التغافل الذي لا يمكن تبريره خاصة أن الشركات المعنية تقع بالشارع العام، ولايمكن الادعاء بعدم رؤيتها أو الانتباه لما يجري فيها، فإلى متى هذا الصمت الغير مقبول ؟ ولماذا لا يسعى المنتخبون المحليون بسلا الى اعادة انعاش الحي الصناعي بسلا. ألم يحن الوقت لنستوعب أن الدولة تنتظر من جهاتها النهوض بنفسها وأنه بدل انتظار الحلول الجاهزة من الادارة المركزية، عليهم اظهار قدراتهم في التسيير في النهضة بالجهة التي انتخبوا لأجل تسييرها وإلا فما جدوى من انتخابهم من الأصل ؟

التعليقات مغلقة.