تشير الارقام الرسمية لجمعية مكافحة السرطان الى اصابة حوالي54062 شخص سنويا بسرطان التدي الذي يعد أكثر انواع السرطان انتشارا في العالم.
في أكتوبر من كل عام، كتوبر من كل عام في بلدان العالم كافة، يخصص هذا الشهر لتقديم الدعم اللازم زالتوعية بخطورة سرطان الثدي.
وبهذه المناسبة يطغى اللون الوردي بشكل لافت ومحبب، ويتهادى بأكثر من صورة وطريقة داعماً مرضى سرطان الثدي، حتى تحول إلى أيقونة جمال وأناقة، مـــن خلال تنافس العلامات التجارية على تقديـــم درجات متعددة من أحمر الشفـــاه باللـــون الوردي، إضافةً إلى تسابق النجمـــات على تغيير إطلالاتهن المعتادة، واستخدام اللون الوردي لنشر الوعي بهذا المرض الذي يتســلل بصمت لينهش أجساد السيدات في غفلـــة منهن.
كابوس يلاحق النساء في المغرب والعالم العربي
يعتبر سرطان الثدي ثاني أكثر السرطانات التي تصيب النساء شيوعا في العالم، ويمثل في نفس الوقت تحديا صحيا، ويعد كذلك من أكثر السرطانات انتشارا في الدول النامية أو المتقدمة، لكن يبقى العالم العربي الأكبر معاناة من انتشار هذا الوباء، حيث ارتفعت معدلات الإصابة به بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وبلغت نسبة 22% من مجمل الإصابات بأمراض السرطان على المستوى العالمي، بحسب تقارير وإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
وفي المغرب، يتصدر سرطان الثدي قائمة أنواع الأمراض السرطانية، التي تصيب المغربيات، إذ تصل نسبة الإصابة بينهن إلى 36 في المائة.
ويصيب هذا الداء أزيد من 7 آلاف مغربية سنويا، ويشكل أكثر أسباب وفيات النساء المتراوحة أعمارهن ما بين 35 و59 سنة، من اللواتي تأخرن في الكشف عن إصابتهن بالورم الخبيث، بينما يصيب 1 في المائة فقط من الرجال.
ويتوقع أخصائيون مغاربة في علاج الأمراض السرطانية، إصابة امرأة من بين 9 بداء السرطان، لعوامل متعددة أبرزها القلق، والاستعداد الوراثي، وتغير طبيعة نوع التغذية بتحولها من طبيعية إلى مصنعة، بالإضافة إلى التدخين، وقلة ممارسة الرياضة، رغم أن الأبحاث أثبتت أن النشاط البدني يقلل من احتمالات الإصابة بالداء بنسبة 70 في المائة.
وأضحى سرطان الثدي مرضا مقلقا للأخصائيين، بعد انتقاله إلى الصف الأول، محتلا بذلك مكان سرطان عنق الرحم (13 بالمائة من الإصابات)، الذي ظل طيلة السنوات الماضية، السبب الأول في إصابة المغربيات بهذا الداء القاتل.
لكن بلادنا شهدت مع ذلك تراجعا في نسبة الوفيات بسرطانات الثدي، بفضل اللجوء إلى العلاجات الجديدة، واستعمال الأجهزة حديثة الابتكار في المجال.
ويعتبر الكثير من الفاعلين في المجتمع المدني أن إنشاء جمعية لالة سلمى للسرطان قد غير الكثير في المشهد الصحي للتعاطي مع هذا المرض. إذ توفر هذه الجمعية ما بين 80 إلى 90 في المائة من الدواء بالمجان، كما أنها تقدم المساعدة للمرضى وأقربائهم وتوفر الدعم للطاقم الطبي، كما تقدم المساعدة بتحديث مراكز العلاج الإشعاعي وتجهيزها.
وتعمل الجمعية بشراكة مع وزارة الصحة العمومية والقطاع الخاص والمؤسسات العامة، كما لها شركاء في الخارج من بينهم مراكز العلاج الإشعاعي الدولية وعدد من الهيئات المناهضة للسرطان والجمعيات المماثلة.
وتستهدف الجمعية، من خلال برنامجها للكشف المبكر، النساء من 45 إلى 69 سنة للكشف عن سرطان الثدي، والنساء من 30 إلى 49 سنة للكشف عن سرطان عنق الرحم.
وتفيد إحصائيات الجمعية إنه خلال العام 2016 استفادت أكثر من مليون امرأة من الكشف المبكر عن السرطان، مشيرة إلى أنها بنت العشرات من المؤسسات التي تؤوي المرضى في انتظار انتهاء من العلاج خصوصا القاطنين بعيدا عن المستشفيات المخصصة لذلك.
التعليقات مغلقة.