أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

100 يوم قضاها مغربيان على متن دراجة تعمل بالطاقة الشمسية من ليون إلى الصين

حقق يوسف الهواس وسعيد الجباري (هذا الأخير كان الوحيد من ذوي الاحتياجات الخاصة المشارك في اللحاق)، إنجازا غير مسبوق ، بالوصول إلى الصين، على متن دراجة تعمل بالطاقة الشمسية، من ابتكار وصنع مغربي، ومثلا بلدهما على أكمل وجه في هذه التظاهرة، التي أعطيا خلالها الدليل على أن المواطن المغربي والعربي بإمكانه المشاركة والمنافسة في أهم المنافسات الدولية، واختراع آليات يمكن أن تبدي كفاءتها وتفوقها في مختلف المجالات.
بالرغم من البعد والصعاب التي اعترضتهما أثناء عبور العديد من البلدان، تمكنا من رفع تحدي الوصول إلى جنوب الصين، على متن دراجة ثلاثية العجلات تعمل بالطاقة الشمسية.
يوسف الهواس (50 سنة) ومحمد سعيد الجباري (37 سنة) من ذوي الاحتياجات الخاصة، قررا المشاركة في تحدي لحاق أعلنت عنه جمعية “رحلة الشمس ” (swntrip) الفرنسية ،على متن دراجة ثلاثية العجلات، تعمل بالطاقة الشمسية زائد المجهود البدني ، الرحلة اتطلقت رسميا من ليون الفرنسية إلى مدينة غوانزو بجنوب الصين (25 شتنبر) ، بعد بداية رمزية من طنجة من أمام ضريح الرحالة ابن بطوطة (8 يونيو).
المغامران المغربيان مرا بالعديد من البلدان، بينها سويسرا وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا وصربيا وبلغاريا وتركيا وجورجيا وأذربيجان وكازخستان، ليصلا إلى الصين قاطعين مسافة 13 ألف كيلومترا، في مدة تزيد عن 100 يوم .
يقول الهواس، وهو مخترع ومصمم الدراجة الثلاثية المشتغلة بالطاقة الشمسية، والتي أطلق عليها اسم “ابن بطوطة”، ” الرحلة كانت شاقة، واجهتنا الكثير من الصعوبات والمخاطر ، خاصة سوء الأحوال الجوية (أمطار غزيرة وحرارة مفرطة ورياح قوية)، ومخاطر الطريق (حالة بعض الطرق والسير جنبا إلى جنب مع الشاحنات الكبيرة، وأي حركة خاطئة من جهة سائقيها أو من جهتنا كانت عواقبها ستكون وخيمة، خصوصا في أنفاق تركيا وجورجيا التي تجاوزت مسافاتها أربعة كيلومترات) ، ” عبور صحراء كازخستان كان جد صعب جراء الحرارة المفرطة، وعدم وجود قرى أو أماكن للتزود بالماء والغذاء لمسافات تزيد عن 380 كلم، كما اضطررنا لقطع ما يزيد عن 400 كلم في طريق غير معبدة ورملية، كان التقدم فيها عسيرا وخطيرا”، علاوة على المبيت أحيانا في الخلاء في أماكن تكثر فيها الأفاعي والعقارب.
وعن المسافة التي كانا يقطعانها يوميا ، قال إنها تتغير بحسب الطقس والتضاريس ولا تتعدى 220 كلم في اليوم، معدل السرعة في الأراضي المنبسطة يصل إلى 35 كلم في الساعة، وقد يصل إلى 8 كلم أثناء الصعود في الجبال.
وأوضح أنه في بداية اللحاق “كان هناك 42 مشاركا وأربع دراجات فقط مصنعة يدويا، بينها دراجتان فرنسيتان لم تستطيعا إتمام اللحاق واضطرتا للانسحاب، ولم يتبق سوى دراجتي ودراجة أحد المتسابقين التشيك اللتين ستكملان اللحاق، أما باقي الدراجات فأغلبها تجارية أضيفت إليها الألواح الشمسية ” .
وأشار إلى أنه بمعية صديقه محمد سعيد الجباري، الذي أصيب بشلل الأطفال في صغره والذي أبلى بلاء حسنا خلال الرحلة من خلال استخدام يديه بدل رجليه، قطعا مسافة الرحلة لوحدهما إلى أن بلغا مدينة شيان (شمال غرب الصين) حيث التقيا بمجموعة من الفرنسيين، وقررا حينها إتمام ما تبقى من الرحلة معهم (حوالي 2500 كلم).
وأضاف أنهما سيظلان يحتفظان بذكريات جميلة عن هذه الرحلة ” من الجانب الاجتماعي، خاصة ترحاب وكرم سكان البلدان التي نمر منها ، وفي أغلب الأحيان كان الفراق جد صعب بمشاعر سنتذكرها ما حيينا.. الكرم لا دين له” .
قوانين الرحلة كانت جد صارمة جل المنظمين، من المهتمين بالتحسيس بخطر التلوث، والدعوة إلى استعمال الطاقات النظيفة من أجل الحفاظ على مستقبل كوكب الأرض، “اذ حددوا لنا مساحة الألواح الشمسية بحيث لا تتجاوز 2.5 مترا مربعا، لكي يظل التحدي تقنيا ورياضيا في نفس الوقت” .
وأضاف الهواس أن المنظمين، الذين يهدفون من وراء هذه التظاهرة التشجيع على استعمال الطاقة الشمسية، وربما التأسيس للحاق على شاكلة “رالي باريس – دكار” لكن باستخدام آليات تعمل بالطاقة الشمسية، زودوا المشاركين بأجهزة تحديد المواقع (جي بي إس) “لكي يتمكنوا من تتبعنا والتأكد من المسارات التي نسلكها، ومن أنه ليس هناك غش، وأننا أتممنا السباق، علاوة على أن قانون الرحلة يمنع علينا الاستفادة من أية مساعدة، إذ كان ينبغي علينا تدبر أمورنا بمفردنا، من تخطيط للمسار الذي سنسلكه وأكل ومبيت وغير ذلك” .

التعليقات مغلقة.