أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

على أي الذقون أنتم تضحكون ..

محمد حسني

على أي الذقون أنتم تضحكون .. وفي أي مسرحية أنتم تمثلون.
تجمعون حشودكم يوم الأحد 14 أكتوبر للتظاهر ضد نهب المال العام وأنتم الناهبون.
إنكم تمثلون في هذه المسرحية الدرامية آخر أطوار مرض السكيزوفرينيا حيث تجمعون بين الأدوار .. فأنتم بذلك الممثل والجمهور.
تمثلون أدوار الكبش والجزار.. تقتلون الميت وتسيرون وراء جنازته.
الكل يعلم من أنتم والكل يعلم أن حشودكم إما من الخائفين وإما من المرتزقة المرتدين.
فالخائفون إنما هم يخافون من خطفكم لترقياتهم وتعويضاتهم ويخافون من ضياع شبه الحظوظ من امتيازات الإصطياف.
والمرتزقة يخافون من ضياع الفتات من المال المنهوب ومن ضياع بقايا الطعام من الصحن المثقوب.
إن النقابات تتعامل مع نداء جمعية حماية المال العام كما تعاملت الأحزاب، من قبل، تجاه خطاب عاهل البلاد حين دكرهم بالفساد الإداري وعدم ثقته في العمل السياسي حيث أن كل حزب دمدم في داخله أن ليس هو المقصود بالخطاب الملكي وظلت الأحزاب تائهة في ضلالها كما ستضل النقابات غارقة في غيها.
أفيقوا من سباتكم أيها السادة .. إن نداء جمعية حماية المال العام كان للتظاهر ضد كل ناهب للمال العام ولا يستثني من الناهبين أحدا..
فمن ستساندون، بالله عليكم، ومن ستعارضون.. ولا جرم أن منكم ناهبون لمال العامل المجاهد ومال العامل المتقاعد.
يجب أن تقوم كل نقابة بمظاهرة داخلية ضد الفاسدين بين ضهرانيها ونعتقد أن هذا ما فعلته ، يشكل من الأشكال، جمعيات قطاعية في مدن مختلفة وكان همها أن تكون سند العامل والمتقاعد فلاقت تلك الجمعيات مناهضة شديدة من النقابات و من طرف جمعيات وطنية وهي الناهبة للمال العام من الدجة الأولى.
لقد دعت تلك الجمعيات في المدن إلى وقف نهب المال العام وفضحت المسؤولين عن ذلك النهب كما فعلت جمعية حماية المال العام من خلال مقالات صحفية وندوات عامة.
وتابعت ناهبي المال العام في المحاكم كما فعلت تماما جمعية حماية المال العام تجاه كل ناهب للمال العام ومنهم جمعية الأعمال الإجتماعية.. فلماذا تعارضون هذه الجمعيات في المدن وتتظاهرون استجابة لنداء جمعية حماية المال العام.
أليس هذا السلوك برهان صارخ لمرض السكيزوفرينيا والذي وصل مداه عندكم.
على من أنتم تضحكون؟
إن نواقيس الخطر قد رنت لتحذير البلاد من الإفلاس وأنتم ما زلتم تنهبون وتعاملون البلد وكأنه بقرة حلوب حيث أنتم مصرون ألا تتوقفوا عن حلبها حتى ترونها باسطة ذراعيها بوصيد هذا البلد العتيد.
إن ما يؤجج نغص الفؤاد هو أن القائمين سياسيا واجتماعيا على هذا البلد يتعاملون معه وكأنه بلد إجازة وليس بلد إقامة لأن أغلبهم لهم جنسيات أجنبية إحتياطا لليوم الموعود أو أموالا أخرجت، ضدا على القواعد المصرفية السائدة، إلى البلد المنشود وتكون هذه التصرفات هي الملاذ إذا تعذر النهب المعتاد في هذه البلاد.

التعليقات مغلقة.