الحكومة تستعد لإدخال إصلاحات جذرية على سلكي الماستر والدكتوراه

المصطفى مرادي*

قررت الحكومة إدخال “إصلاحات” على سلك الإجازة. وسيرتفع بموجبها زمن التمدرس من 3 إلى 4 سنوات، على أن تخصص السنة الرابعة لما أسماه أمزازي ب”المهارات الحياتية” واللغات الأجنبية، والتي ستصبح إجبارية. والهدف هو تيسير ولوج الخريجين لسوق الشغل. وحجتها في ذلك أن الشركات الأجنبية الكبرى التي استقطبها المغرب لا تجد أيادي عاملة مؤهلة.
الحكومة بنت هذه الإجراءات على أساس أن هدر الزمن الجامعي، والذي يستقر حاليا في 5 سنوات كمعدل، هو هدر للمال العام، علما أن كل طالب يكلف مليون سنتيم سنويا!!!

طيب؛
ماذا عن 600 مهندس، يكلف كل منهم الدولة عشرات الملايين، يغادرون المغرب رسميا كل سنة؟ هل بسبب عدم ملائمة تكوينهم لسوق الشغل أم بسبب النسيج الاقتصادي غير المنصف؟ ولو افترضنا أن تكوينهم غير ملائم فلماذا يتم اسقطابهم بسهولة في الدول الغربية؟

الخلاصة: تحديث الجامعة ومسالكها، لا يمكن أن يتحقق في مناخ اقتصادي يحكمه الريع وينخره الفساد. فلا يمكن إصلاح الجامعة بدون إصلاحات عميقة لبنية المجتمع ككل.