الدكتور جواد مبروكي*
ألاحظ دائما في الأحاديث المغربية، المرأة تشتكي من زوجها الذي لا يساعدها في الأشغال المنزلية سواءً أكانت ربة منزل أم موظفة خارج البيت. كما ألاحظ عددا من النساء اللواتي تفتخرن بأزواجهن الذين يساعدهن بالمنزل. وسمعت مرارا و تكراراً رجالاً يفتخرون كذلك بمساعدة المرأة داخل البيت.
فهناك سواء بين النساء أو الرجال على حد سواء من يعتبر المساعدة في أشغال البيت أمراً عادياً وواجباً ضرورياً وهناك من يعتبر أن الأشغال المنزلية وظيفة حصرية للمرأة، أما الرجل فمعفي منها تماماً إذ أنه في حاجة إلى الراحة داخل البيت.
ولكن ما يزعجني هو مصطلح “المساعدة” وكخبير أرفض أن “يساعد” الرجل الزوجة داخل البيت للأسباب التالية:
1- المساعدة
المساعدة هو عمل تطوعي وتلقائي والشخص الذي يريد أن يساعد الآخر، يبقى حراً في أن يقوم بهذا العمل أم لا. كما أنه ليس مفروضاً عليه المساعدة وليست من وظائفه الإلزامية.
2- الوظيفة
حين تكون لشخص ما وظيفة معينة فهذا يعني أن عليه مسؤولية مهنية يُحاسَب على جودة القيام بها ولا اختيار له في إنجازها او إهمالها. وهنا تبقى “الوظيفة” مختلفة تماماً عن مفهوم “المساعدة”!
3- هل المرأة تقوم بمساعدة أهلها في أشغال البيت أم هي وظيفة؟
يرى المغربي والمغربية أن الزوجة لا اختيار لها في القيام بالأشغال المنزلية وتبقى هي المسئولة الوحيدة على أشغال البيت ولا يعتبر هذا العمل “مساعدة” منها بل واجب إلزامي في العُرف المجتمعي المغربي.
4- هل الرجل له وظيفة في أشغال البيت؟
يعتبر المغربي ذكرا أو أنثى أن وظيفة الرجل في البيت هي التغطية المادية لحاجيات البيت ولا وظيفة له في الأشغال المنزلية لأنه يشتغل خارجه طيلة النهار لتسديد الحاجيات العائلية والمنزلية، وبعد قضاء 8 ساعات أو أقل من العمل، يدخل البيت للراحة ويجب على الزوجة أن تحضر له كل ما يلزم راحته من نظافة المكان والقهوة والهدوء والأكل.
5- ماذا تفعل الزوجة طيلة النهار بالبيت؟
هل كل ما تقوم به الزوجة من وظائف داخل البيت طيلة النهار مثل “الجّْفاف” و”الصابون” و “الكوزنة” و “النّْشير” و “الحدادة” وتنظيف الغرف وصالون الجلوس و العناية بالأطفال و متابعة واجباتهم الدراسية، ليس بعمل شاق أكثر من عمل الرجل؟
6- متى ينتهي عمل الزوجة في البيت ومتى وأين ترتاح بعد ساعات من العمل؟
إذا كان الزوج ينتهي عمله بعد 8 ساعات ليرتاح من عنائه، فمتى تُنهي الزوجة عملها اليومي بالبيت؟ مع الأسف الشديد وظيفة الزوجة بالبيت لا تنتهي أبدا وتشتغل يوميا على الأقل 10 ساعات إضافية؟ فمتى ترتاح؟ وإذا كان الرجل يدخل بيته للراحة بعد العمل فأين تذهب الزوجة المرهقة لترتاح بعد عناء عملها ؟ إلى منزل الراحة ؟
7- أين هو العدل والإنصاف؟
إذا كان الزوج في حاجة للراحة بعد عمله مدة 8 ساعات أو أقل، فلماذا الزوجة لا تنال نيبها من الراحة كذلك بعد أزيد من عشر ساعات من الشغل؟
8- هل على الزوج أن يساعد الزوجة في أعمال المنزل أم هو واجب عليه ومن وظائفه الطبيعية؟
أرى أن الزوج لا يجب عليه “مساعدة” زوجته بل له وظيفة و عليه مسؤوليات داخل البيت يتوجب عليه القيام بها وعليه أن يحددها وإذا أراد مساعدة زوجته فعليه أولا القيام بوظيفته البيتية ثم يترك زوجته ترتاح ويقوم بعملها ووظائفها.
“نعم” ليقوم الزوج بوظيفته داخل المنزل مثل “التّْسْياقْ” و”الصابون” و “غسل الأواني” وحمام الأطفال و”لا ” للزوج الذي يساعد زوجته وقت فراغه، لأن المرأة في حاجة لزوج يقوم بكل وظائفه، وهنا بالفعل بإمكاننا أن نتحدث عن العدل والمساواة المنزلية بين الجنسين!
خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي
التعليقات مغلقة.