هكذا تصنع الدولة أعداءها!!!!

د عبد الرحيم العطري*

رفقا بأبنائنا، رفقا بصحتنا، أيتها الحكومة الموقرة، كنا نترقب إنهاء العمل بنظام GMT+1 فإذا بنا نعاقب من جديد بتسييد هذا القرار الجائر، الذي يسبب لنا الكثير من المتاعب، ولا نعرف لحد الان جدوائيته الاقتصادية، التي ينبغي، ان كانت، أن تنعكس في مستوى تخفيض تسعيرة الكهرباء ورفع الاجور وتوفير مناصب الشغل، اما والحالة عكس ذلك، فالرجاء كل الرجاء الانتهاء من “سحلنا” بتوقيت يتعبنا ويسرق منا الحق في النوم، بل يحيل أسرنا الى مؤسسة بيولوجية صرفة، لا تستطيع أداء أدوارها التربوية بالمرة. لقد تحولنا الى كائنات سيزيفية تغادر البيت فجرا وتعود اليه ليلا، فأنى لأبنائنا الالتذاذ بالمدرسة؟؟؟
عذرا صناع القرار، وكأني بكم تريدون خلق جيل يكره التحصيل الدراسي، جيل يعادي العلم ويتعثر في مساراته. بهكذا قرارات تصنع الدولة أعداءها، فأطفال اليوم الذين سيكرهون التعليم وسيغادرونه او يتعثرون في اسلاكه بسبب هذا التوقيت، هم وقود الهدر والاخفاق الاجتماعي، في مختلف صيغه واحتمالاته ..فحذار من تبعات قرارات فوقية لا تصيخ السمع لآهات و زفرات القاع الاجتماعي.

أستاذ علم الاجتماع.