أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مقترح التنظيم المشترك لمونديال 2030 : هل يتحقق الحلم المغربي؟

عزيز لعويسي

بين المغرب وإسبانيا يحضر العمق الجغرافي الذي يضع البلدين الجارين في موقــع استراتيجي على جانب كبير من الأهمية كحلقة وصل بين إفريقيا وأوربا وكمنطقة عبور لامحيدة عنها نحو الفضاء المتوسطي مهد الحضارات القديمة، ويحضر التاريخ والماضي المشترك، وهذا “القدر” الجغرافي والتاريخي فرض ويفرض تعاونا مشتركا يلامس مختلف العلاقات الثنائية في السياسة والاقتصاد والأمن كما في الثقافة والرياضة وغيرها، في ظل واقع “جيو- استراتيجي” من عناوينه البارزة التهديدات الإرهابية وتحديات الهجرة السرية واللجوء والجريمة المنظمة العابرة للحدود، لذلك ظلت العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية وتمثينها في صلب اهتمام قادة ومسؤولي البلدين، وهو ما جسدته زيارة العمل لرئيس الحكومة الإسبانية ” بيدرو سانشيز” للمغرب يوم الإثنين الماضي 19 نونبر الجاري، في محاولة لإعطاء نفس جديد وزخم قوي للتعاون المشترك بين البلدين الجارين، بشكل يساهم في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين المملكتين المغربية والإسبانية.

بعيدا عن العلاقات الثنائية التي لامناص من تدعيمها وتقويتها، حمل رئيس الحكومة الإسبانية مقترحا إلى الملك محمد السادس نصره الله، بخصوص إمكانية تقديم ملف ثلاثي مشترك “مغربي”،”إسباني” و”برتغالي” لتنظيم مونديال 2030، وهذا المقترح هو بمثابة شهادة اعتراف الشريك الجار، بقيمة المغرب كبلد رائد إفريقيا وعربيا يسير قدما نحو الازدهار، وتثمين ما يتوفر عليه من إمكانيات اقتصادية وبنيات وتجهيزات وقدرات تنظيمية، وتقدير ما راكمه من تجارب وخبرات ذات الصلة بالترشيحات السابقة.

إذن في انتظار إصدار موقف رسمي بخصوص المقترح الإسباني، لا مناص من التأكيد أن المغرب فشل في نيل شرف تنظيم المونديال العالمي في أكثر من مناسبة، في ظل تظاهرة رياضية عالمية تتطلب إمكانيات مادية وبنيات تحتية ولوجيستية بالمواصفات الدولية من ملاعب رياضية وفنادق وطرق سيارة ووسائل نقل حديثة وموانئ تجارية وترفيهية ومطارات دولية وغيرها، مما فرض ويفرض على الدول الانخراط في ملفات مشتركة لتقوية حظوظها كما حدث في الملف الثلاثي “الأمريكي الكندي المكسيكي” الذي هزم الملف المغربي كما كان متوقعا في إطار المنافسة على تنظيم مونديال2026، لذلك يمكن للمغرب تغيير الإستراتيجية بالانخراط في ملف مشترك إلى جانب قطبين كرويين عالميين(إسبانيا والبرتغال) لتقوية حظوظ البلدان الثلاثة في ظل منافسة عالمية تتحكم فيها أزرار السياسة والاقتصاد قبل زر الرياضة، وستكون فرصة سانحة للمغرب لكسب رهانات متعددة المستويات، أولها تحقيق حلم المونديال الذي طال أمده، ثانيها تعزيز أواصر التعاون المشترك بين بلدين جارين(إسبانيا والبرتغال) عضوين في الاتحاد الأوربي، ثالثها تعزيز مكانة المغرب إفريقيا وعربيا ودوليا، و رابعها تحقيق إقلاع اقتصادي وتنموي من خلال الارتقاء بالممارسة الرياضية وتجويد البنيات التحتية وترويج صورة المغرب عالميا كوجهة سياحية جذابة محفزة على الاستثمار، وقبل هذا وذاك سيمنح الملف الثلاثي المشترك إمكانية أمام جماهير عريضة عبر العالم لمعاينة ثلاثة بلدان منظمة بثقافات مختلفة، وسيتيح للكثير منهم ولأول مرة في تاريخ كأس العالم، فرصة من ذهب للتنقل ووضع الأقدام على قارتين مختلفتين في أقل من الساعـــة.

-كاتب رأي.

التعليقات مغلقة.