أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

التطبيع خيانة !

* يوسف بوستة

ثلاثون سنة مرت على استقبال الملك الراحل الحسن الثاني للصهيوني شمعون بيريز بمدينة إفران في زيارة سرية، تم التكتم حولها إلى أن كشفت عنها صحف عبرية، عندها كان الخطاب التبريري والجواب “الشافي” بالقول: “ما درنا في الطجين ما يتحرق”، وبذلك تم درء الفضيحة وطويت الصفحة.

اليوم هناك حديث في الصحف العبرية مرة اخرى عن استعدادات لوفد مغربي رفيع المستوى للقيام بزيارة للكيان الصهيوني اواخر شهر دجنبر من هذه السنة، والتي تاتي بعد العديد من الزيارات التي قام بعض المتصهينين من اشباه الاعلاميين والمثقفين ورجال اعمال وغيرهم، خاصة بعد ان رفرف علم المغتصب والمحتل لأرض فلسطين في سماء مراكش الحمراء.

انه حديث يتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي يصادف مرور مائة سنة على وعد بلفور المشؤوم، بما يحمله ذلك من دلالة عميقة تذكر العالم بحقارة الجريمة التي تم ارتكابها بالسطو على ارض فلسطين وزرع كيان عنصري دخيل بالقوة، كما تؤكد على عدالة وقضية شعب يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من نصف قرن، بتخطيط امبريالي استعماري ومباركة ودعم دولي يكشف عن الجريمة النكراء التي ارتكبتها المنظومة الدولية في حق الإنسانية وفي حق الشعب الفلسطيني البطل، وهي مناسبة لكل الاحرار في العالم وخاصة في الوطن العربي لتجديد الوفاء للقضية الفلسطينية كقضية مركزية في الصراع من اجل التحرر والانعتاق من القهر والاستبداد السلطوي والهيمنة الامبريالية والصهيونية في المنطقة العربية والعالم. مما يدفعنا للتساؤل المشروع بعد ثلاثة عقود من لقاء الخيانة وما قيل حوله من مديح وأشاد “بنبوغته وحكمته”، فهل عند الطبقة الحاكمة ببلدنا الحبيب المغرب شيء ما قد يحترق في ذلك “الطاجين” الذي كتمت اسراره مدينة إفران قبل أن تفتضحه الصحف العبرية!؟

إن السير في دروب التطبيع مع العدو الصهيوني محفوف بالمخاطر التي لا تنتهي، ولم تجني منه الدول العربية السباقة واللاحقة سوى الخيبات والمواجع، فلماذا الإصرار على السير في الطريق الخطأ؟!

التعليقات مغلقة.