أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

نقطة نظام !

يوسف بوستة

ما وقع في المؤتمر الوطني السادس للمركزية النقابية ك.د.ش هو تاكيد على وهم الاندماج الذي يتم التسويق له داخل فدرالية اليسار باندفاع كبير، على حساب العمل على تحقيق الوحدة النضالية والبرنامجية والشروع في تاسيس جبهة وطنية ديمقراطية تقدمية واسعة، وهي اهداف مطروحة للانجاز من داخل البرنامج النضالي للفدرالية.

كما ان تلك التجاوزات وعدم الالتزام بما سمي بالتفاهمات القبلية، هي ممارسة ظلت تقع على مدى عقود من الزمن في مؤتمرات سابقة، وليست بالشيء الجديد، ولكن وقوعها اليوم اعلان عن سقوط شعار “”الاندماج”، الذي كانت تحكمه رغبة عاطفية اكثر من كونه ضرورة تاريخية، وما وقع كذلك تكريس لسلطة الريع التي ما انفك اليسار وعلى راسه مكونات الفدرالية ينددون بكل اشكالها في عدة مناسبات، وها هو الريع النقابي يحتضن ويعزز من خلال القبول بقيادة نقابية من المتقاعدين بدعوى غياب اطر شابة قادرة على قيادة المركزية النقابية.

اما ارجاء الامر الى طبيعة موازين القوى فلا يستقيم، فعلا انها ممارسة تنظيمية سليمة من حيث المبدا وما هي الا تطبيق للقانون، ومسطرة الانتخاب تقتضي خضوع الاقلية للأغلبية، وهي نفس الوضعية التي عاشتها العديد من الاطارات الجماهيرية الحقوقية والجمعوية ومن قبلها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وهو تاريخ حافل بالصراعات والتطاحنات بين الفصائل والتوجهات السياسية، والتي كانت مؤطرة بتصورات اتبت التجارب فشلها، لانها ظلت اسيرة للهيمنة والإقصاء والزعماتية، مما اعاق تطور ونضال الحركة الجماهيرية على مدى عقود بل وعصف بالعديد منها.

وهي للاسف الشديد نفس الممارسات لازالت قائمة بين بعض مكونات الفدرالية من جهة وبين باقي قوى اليسار المناضل، فالمسألة اذن ليست مشكلة اشخاص او زعامات فقط بل كذلك ازمة تصور للعمل الجماهيري العام وغياب الانسجام بين الاهداف والآليات وتبديد التراكمات النضالية.

ومع ذلك كله فان وحدة اليسار المناضل برنامجيا ونضاليا من اجل تحقيق تلك الاهداف النبيلة التي قدم من اجلها التضحيات الجسام، لازالت قائمة ولن تنال من عزيمة الاصرار على المضي قدما لتحقيقها تلك الممارسات الخاطئة هنا وهناك !

التعليقات مغلقة.