أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

السلوك الاحتجاجي …. من سلوك “حربي” وعدائي إلى سلوك “سلمي” وحضاري

سعيد بنيس*

لفظة “الحُݣْرة” أضحتْ، في ظلّ “الانتقال” الذي عرفه الحقل الاحتجاجي في المغرب، المرتبط بالمطالب المادية والمعنوية، مثل الحق في الصحة وفي الشغل وفي التمدرس وفي اللغة وفي المساواة… الكلمةَ الموحِّدَةَ “leitmotiv” لجميع الأطياف المجتمعية.

في هذا السياق يبدو أن الانتقال السياسي والمدني والسوسيوديموغرافي يستلزم إيلاء الأهمية لإشكالات الترابط الاجتماعي وتدبير التنوُّع الثقافي والتعددية الهوياتية والفوارق والتهميش، وذلك من أجل تطوير مجتمع منسجم ومسؤول ومتضامن يعمل على ترسيخ مبادئ ومرتكزات الطمأنينة والعدالة الاجتماعية، مثل الشعور بالانتماء والتعاطي الهوياتي (“تمغربيت”)، وإرساء مبادئ حقوق الإنسان والمشاركة في إنتاج وتفعيل صيرورة المأسسة والدسترة، لاسيما في ما يخص الجانب اللغوي والثقافي وأوضاع بعض الفئات المجتمعية المهمشة مثل الشباب والمرأة والتصدي للإحباط الجهوي والترابي على ضوء ما جاء به دستور 2011.

كما أنَّ التحول الحاصل في التمثلات الثقافية والاجتماعية تجاه السلطة يُستحسن ربْطه بالملامح السوسيوديموغرافية والثقافية والنفسية والسياسية للشباب، في علاقتها بالوضع السوسيو اقتصادي وقيَم التعبير عن الذات ومشاعر الحرمان النسبي في أوساط المحتجين. لذا فأهمية هذا التحول تكمن في فحوى طبيعة السلوك الاحتجاجي الذي انتقل في الحالة المغربية من سلوك “حَربي” وعدائي إلى سلوك “سلمي” وحضاري، يتحدى السلطة من خلال إبداع أشكال احتجاجية ترافعية في فضاءات عمومية ورياضية يخطط لها ويتم تحضيرها وتشاركها وإعلانها من خلال بوابة الافتراضي.

التعليقات مغلقة.