أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

فراغ في المدارس والمساجد ..

سعيد رحيم

على هامش العملية الإرهابية الأخيرة في مراكش، ارتفعت أصوات تتحدث عن ضرورة مراجعات تهم الحقل الديني والخطاب الديني..هناك من يتحدث عن ضرورة مراجعة مناهج الدراسة وكأن في المناهج الدينية المقررة دروس حول عقيدة الولاء والبراء والحاكمية ..في حين أن مناهجنا المقررة في التربية الاسلامية لا هي متشددة ولا هي وسطية، هي بلا طعم ولا لون ولا رائحة، وحتى بعض المناهج الجديدة التي تتحدث عن التزكية والقسط والاستجابة وهي مفاهيم تمتح من الثرات والتدين الصوفي لم تجد أطرا متمنكة لتكوين الأساتذة على دلالاتها وسياقاتها.. السنة الماضية اخبرني صديق أنه وفي احدى تكوينات الأساتذة بمدينة مغربية حول المناهج الجديدة في التربية الاسلامية وبعد تقديم الإطار المرجعي للمقرر الجديد، تكرر إسم الجنيد على لسان المكون ، وعندما سأل الأساتذة المُكون عن من يكون هذا الجنيد..أقر لهم انه لا يعرفه وأنه فقط يتلو ما سطرته الوزارة..

أما وزارة الأوقاف فرغم كل مخططات إصلاح الحقل الديني فإن الخطاب الديني الرسمي سيظل محتشما أمام سحر وقوة الخطاب الإسلامي الحركي بتنويعاته السلفية والإخوانية.. و واهم من يعتقد أن المساجد تفرغ خطابات الكراهية، لأن المساجد في الواقع هي كالمدارس لا هي تقدم تدينا عنيفا كما يتصور البعض ، ولاتدينا وسطيا كما يوهمنا الخطاب الرسمي…
هذا الفراغ في المدارس والمساجد ..في مناهج الدراسة وخطب المساجد، هو الذي جعل خطابات الكراهية تنتعش، واحتكار العرض الديني من طرف الجماعات السلفية في المنازل والكراجات والمآثم و الأعراس.. وهو عرض يزداد الطلب عليه كلما ارتفعت وثيرة الإحباط الاجتماعي وانسداد الأفق.

التعليقات مغلقة.