أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هل سيشهد العام الجديد المزيد من النار ومن الدماء ؟

عبد الله الساورة
استقالة كبار المسؤولين العسكريين في حكومة ترامب لاعتراضهم على قرار الانسحاب المفاجئ للجيش الأمريكي من الأراضي السورية ، قد تكون بمثابة مقدمة لتدخّل عسكري إسرائيلي يقوم على استخدام الطائرات المدنية والصواريخ في هجماته ضد سوريا.
فقد اعتبرت إسرائيل الوجود العسكري الأمريكي ذرعا واقيا ضد انتشار النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وبل وفي تل أبيب حتى ، كما رأت في قرار ترامب انتكاسة وفسحة لترك مساحة أكبر للقوات الإيرانية. ويمكن أيضا تفسير هذه الخطوة بأنها إذن وضوء أخضر ضمني (وربما التفاوض سرا) لإطلاق العنان لحرب شاملة ضد إيران، تبدأ بأول قصف للأراضي السورية، ومن ثم توسيع نطاق الصراع ليمتد إلى إيران وهو ما وضعه القادة الإسرائيليون كهدف استراتيجي لهم في السنوات الأخيرة.

المفارقة هي أن بنيامين نتنياهو الذي حاصرته اتهامات فادحة بالفساد سيتم تسويتها قريباً في المحاكم ، ولا يعرف ما إذا كان ذلك سيتم قبل أو بعد الانتخابات التشريعية التي ستجري في أبريل القادم.

الصورة التي يمكن التنبؤ بها تكمن في استعداد إسرائيل لمهاجمة سوريا، ما سيثير حتما رد الفعل الروسي في حال قصفت الأراضي الإيرانية، بموازاة مع رد طهران دفاعا عن الأرض الفلسطينية نفسها، ناهيك عن حزب الله اللبناني ، ما يعني ميكانيكيا دخول السباق وفتح جبهة أخرى مع إسرائيل في رهانً خطيرً للغاية لا يمكن التحكم فيه ، لأن إيران لديها عمق عسكري استراتيجي يصعب القضاء عليه وقدرة مقاومة بشرية أعلى من قدرة الدولة الإسرائيلية.

مع وضع لعبة الولايات المتحدة الأمريكية في الحسبان ومعها إسرائيل ، كما هو الحال في كل حروبها في المنطقة وفي حال اشتداد الصراع تعرف واشنطن أنها ستتدخل إلى جانبها إما لتجنب المخاطر أو لتأكيد انتصارًات مؤقتًة. هذا بالطبع تفسير محتمل للانسحاب الأمريكي من سوريا. ومع ذلك يرى ترامب في الوقت نفسه بإمكانية تخفيض عدد القوات المسلحة المستقرة في العراق -في زيارته الأخيرة انه يتعين على الولايات المتحدة الكف عن لعب “شرطي العالم”.

هذا مع التركيز على نتائج انتخابات التجديد النصفي في الجانب المحلي. أيهما كان الخيار الذي تم اختياره فإن أصوات الدفاع عن النفس تبقى مرعية بالنسبة للشرق الأوسط.
رفض الرئيس الأمريكي لتحديث اتفاقات نزع السلاح النووي على الرغم من المطالب المتكررة من روسيا ، فيما يتعلق بالعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة المسدودة في أفقها: حيث حذر فلاديمير بوتين من حرب نووية محتملة ، منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 ، لم يجرؤ أي مسؤول كبير من البلدين على التحدث بهذه الطريقة.

بالجملة يمكن القول أن الشرق الأوسط سيكون حقلا لانطلاق النار وازهاق الدماء في عام 2019.

التعليقات مغلقة.