أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

صرخة متقاعدي قطاع الكهرباء وتوزيع الطاقة

محمد حسني

إننا في دولة لا تعتبر المتقاعد ولا تعير كرامته أي اهتمام.

إننا في دولة لها ذاكرة قصيرة لا تتذكر ما أسداه المتقاعد لإرساء قواعد تسييرها وبناء اقتصادها طوال حياة مليئة بالمآسي والأحزان، مليئة بالعطاء والعنفوان.

إننا في دولة لا تعتبر إلا خونة المال وورثة المجال.. لا تعترف بالشباب وهم طاقات معطاءة ولاتعترف بهم وهم شيوخ عجزة .. فالأوائل محتاجون لمساندة الدولة ليستثمروا قوتهم وطموحاتهم وهم في عز العطاء والآخرون محتاجون لمساندة الدولة لينعموا بما حققوا للدولة من عطاء كبير وجهد وفير حيث وجب توفير كل ما يضمن لهم كرامتهم من مسكن ومشرب ومال يقيهم شر الحاجة.

إن المتقاعد اليوم لا يطلب إلا حقوقه فهو يرى أن معاشه يخضع للضريبة على الدخل في الوقت الذي يتهرب فيه الأغنياء من أداء واجب المشاركة عبر الضريبة ويشتكي آخرون طامعين في الهروب من أداء الواجب الوطني من خلال ما يحصلون عليه من مداخيل خيالية .. ولا تجد الدولة من خلال مؤسساتها الوسيطة أي عناء لاقتطاع الضرائب من المنبع لكل الموظفين وعمال القطاع الخاص.

إن المتقاعد يريد عدالة ضريبية وعدالة اجتماعية ولا يريد هدية من أحد.. يريد أن ينعم بالصحة والعدل والتعليم والشغل لأطفاله.

إنه أعطى من صحته وماله طوال ما يناهز أربعين سنة من عمره فهلا يستحق عرفانا من هذه الدولة وينعم بالإستشفاء المجاني وينعم بإعفاء ضريبي وينعم بالزيادة في معاشه كما اعتاد على ذلك في كثير من القطاعات.

إن المتقاعد في قطاع الكهرباء وتوزيع الطاقة يحصل كل سنة على نسبة تراوح 3% من خام معاشه الشهري تعادل نسبة التضخم السنوية.
إلا أنه تفاجأ هذه السنة براتب يراوح مكانه حيث أصيب بالشلل مع أن النظام الجماعي لرواتب التقاعد RCAR قد أخبر جميع المتقاعدين بالنسبة المقررة هذه السنة حددت في 2,86 وقرر صرفها ابتداء من يناير 2019.
إن المتقاعد يطرح سؤاله على مؤسستين أثنين وهما النظام الجماعي لرواتب التقاعد RCAR ليشرح للمتقاعد سبب هذا الخلل أو هذا الإنعدام في الإلتزام وكذلك هذا السؤال مطروح للمؤسسة التي نصبت نفسها مدافعا على حقوق المتقاعد في شخص كاتبها الوطني وفي شخص رئيسه الجامعي.

إن من أخذ على عاتقه تمثيل المتقاعد يجب أن يشمر على كتفيه ويرينا ماذا هو قادر أن يحقق وماذا هو فاعل للتصدي لهذه الخروقات الشعواء.
يجب على الممثلين النقابيين والإجتماعيين أن يحركوا ساكنهم لأن الكرة في مجالهم، فهلا دافعت على حقوق المتقاعد التي ما فتئت تهضم رويدا رويدا..

التعليقات مغلقة.