أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

تضامن الحب الذي يضرب كينونة البشر…

عبد العزيز العبدي

سلام الحرية، سلام مطرز بعبق الحب حين يجتاح كينونتنا، رغما عنا وضدا على كل الشرائع البليدة…
أكتب إليك اليوم، في سلسلة التضامن التي دشنتها مع من يحكموننا، ومع علية القوم منا، ضد القطيع الذي يرهقهم تدبيره وضد أقرانكم من الذين يضطهدونكم….


كنت موزعا بين التضامن معك ضد المدعو الرميد، أو التضامن مع معالي وزير حقوق الانسان الرميد، ضدكم….
لكن كما ترين، فضلت التضامن معك، فالاتكيت يلزم بتسبيق النساء، حتى لو كان ذلك إلى المجازر….
بداية يجب الاعتراف لك بالفتح في سيرورة تقدم هذا البلد، ما أقدمت عليه، بوعي أو بدونه، يشكل لبنة أخرى في بناء صرح الحرية والعدالة والتقدم، لفائدة المجتمع أولا، ولفائدة المرأة ثانيا… كان ربما ينقصك القليل من الشجاعة لتمارسي حريتك هنا في البلد، وآثرت الذهاب إلى فرنسا هربا من تلصص العيون ومن قمع الذكور، هروبك هذا هو ادانة لمرجعيتك واعترافا بأن علمانية فرنسا ونورها وتقدمها هو الكفيل بضمان حرية الآخر، فقط لعلك تستخلصين الدروس، وتضعي يدك في يد الذين يريدون مغربا يشبه فرنسا في علمانيته وحريته وتقدمه…
ثم يجب الاعتراف لك باعطاء النموذج الأمثل، كون الحب، بين رجل وامرأة، لا يخضع لقوانين الايديولجية المعلبة، ولا يختار المنتسبين إليه في علاقة ما، بالجنسية ولا بالشكل ولا بأي شيء… مثل جائحة، والجوائح كثر في بلدنا، يضرب قلوب البشر… فقط لا يجب التلقيح ضده، بل بالعكس أن تفتحي صدرك لتمتلئي بهواءه، وأن تدافعي عنه، بكل الكاريزما الذي تملكين وبكل كينونتك…


خطأك أن لم تفعلي، وغلبت الحسابات السياسية وربما المالية التي تجنيها وراءها، على الحسابات العاطفية، وضاع البلد في أيقونة حب كان التاريخ سيخلدها، لو ألقيت على وجه العثماني والرميد وغيرهم من الأصنام بكل الانتماءات: نيابة الرئاسة في مجلس النواب، وغضوية البرلمان، وعضوية المجلس الأعلى وعضوية مجلس الجهة، وانصرفت متأبطة ذراع الصديق جواد، نحو سرير الرغبة وعوالم العشق….
أتضامن معك ضد هذه السكيزوفرينيا وربما أتفهم قساوة هذا المجتمع الذي ما كان سيغفر لك شجاعتك هذه لو مارستيها….


أتضامن معك أخيرا لأنك كشفت الوجه الكريه للمدعو الرميد مصطفى، الموظف العمومي المكلف، يا حسرتاه، بحقوق الانسان في المغرب… ما صرح به كون الناس صوتوا عليك لأنك بلباس معين هو موقف خطير يستوجب المسائلة، ويجب بعث فيالق التفتيش والبحث في نواياه…


كان الحزب سابقا قد صرح بأنه يبحث عن سيدات سافرات، بلغته، ليقدمنهن كمرشحات ضمن لوائحه، المحلية والوطنية، النسائية والشبابية، فهل كان تصريحه هذا مراوغة وتقية؟ ماذا لو فزن بمناصب؟ هل كان سيرغمنهن على ارتداء الحجاب؟ ثم هل الحجاب هو حكر على العدالة والتنمية؟ كل لوائح الأحزاب تضم نساء محجبات، ومنها لوائح غريمكم السياسي، الاصالة والمعاصرة؟ 

ما صرح به الرميد يفيد أن هذه التحولات التي تنبث في تصريحات مسؤوليه، حول الديمقراطية واحترام حريات الآخرين وغيرها ليست سوى تقية يمارسونها في ظل موازين القوى الحالية، وبالتأكيد أنهم لو تمكنوا من رقابنا سيعممون اللحي والحجاب والبرقع وغيرها….
في الأخير، ليس لي سوى أن أشد على يديك، في انتظار أن نحتسي سويا فنجان قهوة في الهواء الطلق لساحة مقهى Paul ، رفقة الصديق جواد، وأنت تنتشين بهواء الحرية يداعب شعرك، دون الشعور بالحرج ولا بالذنب….




التعليقات مغلقة.