أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

دردشة بيزنطية من 1986 … من إرهاصات بداية الانحطاط الثقافي الجامعي المغربي…

عبد اللطيف اكنوش

– المكان: مقهى الأساتذة بكلية الحقوق- طريق الجديدة..
– الزمان: يوم الخميس، التاسعة والنصف في انتظار انطلاق المحاضرات..
– الحاضرون: أستاذان فلسطينيان، وأستاذ مغربي لمادة الشريعة، وعبد ربه…
لقيتهم خايضين في واحد النقاش “بيزنطي” من وجهة نظري حول التدريس، وحول مستوى الطلبة المتدني بالنسبة ليهم هوما في ذاك الوقت، وحول القباحة ديال الطلبة للي ما بقاوش يحشمو، وشي تويشيات من هاذ القبيل..

– ما بقاوش يحشمو الله يسترنا…انتا كتكلم ليهم على سيرة الصحابة رضي الله عنهم، وشي كا يضحك وشي داير الصداع…أنا بدا كيطلع ليا هاذ الشي في الراس..
– ولكن آ أستاذ أنا بعدا سمعت الطلبة كا يشكروك بزاف..
– يا ودي آ أستاذ راه غير من رحم ربك…مع أنني أدرسهم بلغة سهلة وفي المتناول..وانتا كا تعرف أن اللغة العربية –تبارك الله- من أحسن اللغات على الإطلاق..

غير سمعت هاذ الكلام وباكم أكنوش ضرو راسو…
– بلاتي آ أستاذ آش كا تقول؟ كيفاش “أحسن اللغات على الإطلاق”؟؟ بالمقارنة مع أي اللغات للي انتا كا تتكلم بها؟؟ أنا للي عارف أنك وحيد اللغة بحال وحيد القرن، باش قارنتي هاذ العربية ديالنا، راه حتى خوك كا يقري بها، ولكن ما يمكنش نقول بحال كلامك، وبهاذ اليقينية وبهاذ قلة الحياء..
– لا آ أستاذ ما كا نسمح لكش…اللغة العربية فضلها الله تعالى على سائر اللغات بحجة “إنا أنزلناه قرآنا عربيا”…
– ولكن ربك ما قالش ليك أن العربية أحسن اللغات على الإطلاق.. 
– (ضحك الأستاذ واحد الضحكة ديال شي واحد تايق في راسو بزاف) لا آ أستاذ هاذي مسألة مفروغ منها، وجميع فقهائنا الأجلاء يعرفون هذه الحقيقة، حتى بشهادة الغرب..
– شكون هاذ الغرب للي سمعتي منهم هاذ الخزعبلات..
– لا ما كنسمح لكش…
– واش آ أستاذ أنا كا نتسناك تسمح ليا نقول للي بغيت؟؟ خوك راه غير قنعني بحجج مادية يسهل التحقق منها ولا طلق مني…واش انتا قاري شويا على اللغة الألمانية، وعلى دورها في البحث الفلسفي والعلمي، ولا والو؟؟ واش انتا عارف بللي الفلاح الألماني يمكن ليه يفهم “المقولات الفلسفية” بحالو بحال أي مثقف؟؟ واش عارف بللي بزاف ديال الأمور في الفلسفة الألمانية ما يمكنش تترجمها لأي لغة أخرى؟؟؟ وسير انتا فسر غير فرائض الوضوء لبوزبال بالعربية الفصحى وشوف واش غادي يفهمو ليك شي بعرة… وعليه حتى أنا غادي نقول ليك أن الألمانية هي اللغة الأحسن على الإطلاق…مع أنني لا أومن بذلك لأنني أومن بنسبية الثقافات واللغات ولا تفاضل عندي بينها..كل نسق ثقافي لغوي عندو منطقو وعندو لا تراجيكتوار هيستوريك ديالو..
– آش قلتي؟ دوي معايا بالعربية…اسمع آسيدي..حجتي أنا هي القرآن الكريم والسنة النبوية وما سار عليه السلف… اللغة العربية أحسن اللغات على الإطلاق…
– غادي نقول ليك شي حاجة ونمشي لعند الطلبة ديالي حينت لا كملنا “سوف تنقلب هذه الأشياء إلى أمور أخرى”…دابا كا نفهم علاش الطلبة كا يديرو ليك الضجيج وما كا يحشموش..لأنك ولأن أمثالك لا يحترمون ذكاءهم..كا تعاودو ليهم نفس الأسطوانات ديال زمان وهما مسجلين ذاك الشي ومللي كا تنقز شي وريقة من وريقاتك، كا تبدا تخرف وكا يعيقو بيك تلفتي شي ورقة…نورمال آصاحبي راه هاذو راشدين ماشي قاصرين..بدا بعدا بواحد المراجعة نقدية لذاك الخوريف للي قريتيه بعدا في كلية الشريعة، عاذ آجي قري القانون ولا الشريعة ولا شي مصيبة للي تضربك نشا عالله…
هو مسكين وجهو بياض وتقطع منو الدم..وأنا طلع ليا الزعاف ومشيت لعند وليداتي الطلبة، وبديت المحاضرة انطلاقا من مناقشة مقهى “الأساتذة” على اللغة ودورها في ثقافتنا القديمة والجديدة وبداية نكوصها وبداية عهد الانحطاط في بلادنا..دون أن أنسى ذكر ما قاله الأستاذ للي ما جليل حتى زفتة..
الأستاذان الفلسطينيان ما دواوش كاع..بقاو غير كا يبتاسمو..ما باغين صداع!!
ومن ذاك النهار وزميلي الأستاذ ما بقى يشوف فيا ولا يقول ليا حتى بونجور بالعربية ديالو…ولكني بيني وبينكم هناني وريحني وبزاف وقلت مع نفسي “بون ديبارا”..

التعليقات مغلقة.