أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

زعيم سياسي يختار طريق الموت في الصحراء

الداخلة: درويش أحمد

لا أحد يختار بإرادته طريق الموت، ولا أحد يحب أن يذكر الناس أسباب ارتياد من يحبونهم لهذه الطريق، إنهم يكثرون من التعويذات حالما يتذكرون أنهم كانوا ممن اختاروا الطريق السالفة الذكر في يوم من الأيام، قد يمنعون الآخرين من الحديث إذا أحسوا أن بعض أطرافه ستجرهم لذكر مناقب من سبقهم من رواد هذه الطريق،  أما إذا أضيف إلى ذلك الوصف السالف كلمة صحراء فإن المنظر يزداد تأثيرا في نفوس كل من تلقي خبر معنون ب  ” آدمي يختار طريق الموت في الصحراء”  

حقيقة لقد سار الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة في طريق الموت بالصحراء لكن أغلب من كتبوا عن  زياراته الأخيرة للأقاليم الجنوبية لم يتحدثوا عن هذه الـواقعة، أغلب من دونوا  تحدثوا فقط عن ملحمة حزب الاستقلال التي جمع خلالها أزيد من 50 ألف مواطن بمدينة العيون وعن الرسائل السياسية التي بعثها ذات الحزب في كل من السمارة والعيون وبوجدور والداخلة، لكنهم حرموا المتتبعين من نقل وقائع ملموسة تتحدث عن نفسها وتحكي بحالها مالا تحكيه أبلغ الروايات .

إن التطرق لوقائع حدثت لنزار بركة أمين عام حزب الاستقلال خلال زيارته الأخيرة للأقاليم الجنوبية، هي مناسبة لطرح أسئلة مقلقة حول حال ومآل التنمية بهذه الأقاليم، ومسؤولية الفاعلين السياسيين في ملامسة هموم الناس ومشاكلهم عن كتب، حتى يكونوا خير شاهد على ما أنجز ومالم ينجز، وحتى تكون القصة واضحة اختار نزار بركة أن يتنقل برا بين أطراف الصحراء المترامية بين العيون والسمارة  ومنها إلى بوجدور والداخلة وهي أحد المقاطع الطرقية الخطيرة التي أودت بالعشرات من المواطنين خلال السنوات القليلة الماضية

إن الطريق الرابطة بين مدن العيون والسمارة و بوجدور والداخلة، يسميها الفايسبوكيون طريق الموت، فما الذي جعل نزار بركة ينتقل برا عبر الطريق الوطنية رقم 1 التي شهدت حوادث مأسواية كبيرة كان ابرزها ما وقع في أبريل 2015 حيث أزهقت أرواح 33 مغربيًا، أغلبهم أطفال، كما كشفت أمطار أكتوبر 2016عن حجم الهشاشة التي كانت تعانيها حيث جرفت الواديان أعدادا كبيرة من المواشي، وعزلت المناطق الواقعة بين مدينة طانطان و ابطيح، و السمارة،  والعيون، و بوجدور والداخلة عن باقي أقاليم  المملكة لأكثر من أسبوع.

 هل تذكر نزار بركة كل هذا وهو يمشي في هذه الطريق ؟  و هل استوقفته المشاريع الجارية الرامية إلى توسيع وتجويد البنية التحتية الطرقية بالأقاليم الجنوبية ؟ وهل تساءل عن قدرة هذه البنية التحتية التي هي في طريق الانجاز عن استيعاب النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية؟ خصوصا أن آجال الإنجاز محددة سلفا ؟ 

ليس نزار وحده المقصود بالإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها إنها موجهة للرأي العام الذي وجب عليه توجيه الشكر لأول أمين عام لحزب انتقل سنة 2019 برا بين مدن الصحراء المغربية و منحنا الفرصة لنقيم أوضاعنا في أقاليمنا الجنوبية، واظهر حاجة هذا الوطن لمسؤولين سياسيين يمشون في طرقنا ويعيشون بيننا، لأن طريق التنمية يحتاج أن يقاسي من أجله الجميع  .

التعليقات مغلقة.