في حوار طويلٍ من داخل قصره في العاصمة نواكشوط جمعهُ مع الكاتب الصحافي، عبد الباري عطوان ، مدير جريدة “رأي اليوم”، كشفَ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أنّ “الغربَ ودول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لا يريدون قيام دولة وكيان جديد تفصلُ بين موريتانيا وبين المملكة المغربية جغرافياً”، في إشارة إلى سعْي جبهة البوليساريو إلى الانفصال عنِ المغرب وتشكيل دولة في الصحراء ، مشددا على أن المُعضلة تكمُن هُنا ، وكل ما تسمعه خارج هذا الإطار غير صحيح”.
وكان المبعوث الأممي السابق في ملف الصحراء الهولندي فالسوم، أورد أمام مجلس الأمن أن ما يطالب به البوليساريو والجزائر مستحيل”.
ويرى مراقبُون أنَّ انعطاف توجّه موريتانيَا خارجيًّا إلى الجزائر في السنوات الأخيرة مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز كانت له تداعيات سلبية على ملف الصحراء. كما أسْهمَ في وضع مزيد من الحصى في حذاء الدبلوماسية المغربية التي تراهنُ، اليوم، على الجارة الجنوبية كطرف أساسي في مبادرات المبعوث الأممي الألماني هورست كولر ، ويبدو في رأي المحلل السياسي منار السليمي ، أن الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز يغازلُ المغرب ، بعد ارتكابه لمجموعة أخطاء جعلت موريتانيا غير محايدة في نزاع الصحراء؛ بل منحازة إلى الجزائر والبوليساريو ، عندما وجّه إليه هذه الرسالة في نهاية ولايته الرئاسية، في وقت يبدو أنه تحرّر فيه من ضغط الجزائر وضغط بوتفليقة والقايد صالح نتيجة الظروف التي تعيشها الجزائر، يضاف إلى ذلك أنه يوجّه رسائل إلى المغرب؛ لكونه مكان إقامته ومكان استثماراته، ولأن عمقه العائلي مغربي، فالرئيس ولد عبد العزيز الذي انحاز إلى الجزائر والبوليساريو يقر بالموقف الذي يوجد اليوم لدى كل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ” ، “مشدداً على أن المطلوب من السلطات الموريتانية هو مراقبة شمال البلاد خاصة بعدما فتحت الجزائر معبرا يهدف إلى عبور مليشيات البوليساريو نحو موريتانيا، وهو ما قد يخلق لموريتانيا مشاكل في المستقبل معها “.
أمريكا تتحرك لإنهاء وهم الانفصال لدى البوليساريو
الى ذلك كشفت صحيفة بريطانية أن محادثات المائدة المستديرة التي احتضنتها جنيف في الأشهر الأخيرة، تزامنت مع تحركات أمريكية في الكواليس من أجل إنهاء وهم الانفصال لدى جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر.
وذكرت جريدة “المساء”، في عددها ليوم الجمعة، أن هناك مفاوضات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في هذا الاتجاه ، كما أن الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر قد يكون له تأثير كبير على أي تسوية سياسية.
“بوليساريو” تستعين بخدمات قطاع الطرق بالكركرات
أما يومية “الصباح”، فقد نشرت أن مصادر مطلعة كشفت أن بوليساريو لجأت الثلاثاء الماضي، لقطع الطريق بين المغرب وموريتانيا، في المنطقة العازلة بالكركرات، مستعينة بقطاع الطرق ومبحوث عنهم في قضايا القتل والابتزاز. وأن سيارات تحمل أعلام البوليساريو توجهت إلى المنطقة العازلة التي تراقبها الأمم المتحدة، لمنع مرور الشاحنات، وفرض إتاوات عليها ، مشيرة إلى أن الأمر وصل إلى حد تحذير كل من يقف في وجه تحركاتها، إضافة إلى ترهيب المغاربة واستفزاز الجمارك والسلطات المغربية التي تفضل سياسة ضبط النفس.
تحصينات مغربية
من جانبها نقلت الجبهة قيام “الجيش المغربي ببناء واستخدام جدار رملي جديد يبلغ طوله أكثر من 110 كيلومترات ويوازي الجدار العسكري الحالي في انتهاك مباشر للاتفاقية العسكرية رقم 1، كما قام ببناء جدار رملي آخر بالقرب من منطقة المحبس ويمتد حاليا على مسافة 80.26 كيلومترا من الشمال إلى الجنوب وعلى مسافة موازية تبعد ب 8-15 كيلومتر من الجدار العسكري الحالي”.
وأوردت البوليساريو أنّ المملكة شيّدتْ جدارا رمليا ثانيا “طوله حوالي 30 كيلومترا ويبعد 15 مترا عن الجدار الحالي بالقرب من منطقة أوسرد. كما بنى الجيش المغربي 16 مركزا جديدا للمراقبة في بير كندوز، و38 مركزا جديدا للمراقبة في منطقتين منفصلتين بالقرب من أم أدريكة “.
التعليقات مغلقة.