أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

رغم التجريم..ثمة متسول يطاردنا

محمد عيدني

في سنة 2017، وضعت ولاية الرباط -سلا برنامجا إقليميا لمحاربة التسول والتشرد بتراب العمالة، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى إحداث مرصد لرصد ظاهرة التسول والتشرد بتراب العمالة .

ومع تناسل هذه الظاهرة، حيث اصبح المتسولون يغزون باحات المقاهي وارصفتها ، وينتشرون بين السيارات بالمراكز العامة والخاصة بالأسواق الممتازة بالنسبة للمتنقلين ، والشوارع والازقة وامام الابناك وشبابيكها بالنسبة لمن يستقر منهم لمزاولة هذا السلوك ، أخذ منحى احترافيا ما يستوجب اليقظة والحذر من وجود شبكات تنشط في مجال التسول وتتخذه طريقة للكسب.

وابرزت تقارير رسمية ان المغرب ياتي في صدارة الدول العربية في عدد المتسولين، إذ بلغ العدد الإجمالي 195 ألفا؛ بينما جاءت مصر ثانية بـ41 ألف متسول، ثم الجزائر بـ11 ألف متسول .

وعلى الرغم من وجودمقتضيات قانونية تعاقب على ممارسة التسول في الشارع العام من شهر إلى ستة أشهر، وسنة بالنسبة لمستغلي الأطفال في هذه الظاهرة؛ فانه فيما يبدو، ان القانون وحده لا يكفي للقضاء على التسول في شوارع ومدن المملكة.

الحقاوي ومحاربة التسول

وزيرة الاسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية ترى أن “مشهد التسول في الشوارع ارتفع مع دخول اللاجئين السوريين والمهاجرين الأفارقة على خط الظاهرة المستفحلة وسط المجتمع المغربي.

الحقاوي اعتبرت ايضا “أن للتسول أسبابا اقتصادية واجتماعية ونفسية، بالإضافة إلى أسباب أخرى مرتبطة بامتهان الناس للظاهرة من أجل الحصول على الأموال.

وللقضاء على التسول، اشارت وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية إندونيسيا التي لها تجربة مهمة في هذا المجال، يمكن الاقتداء بها من خلال فرض عقوبات على من يمد المتسول بالمال. وزادت أن الجانب الزجري مفيد للقضاء على الظاهرة، خصوصا بالنسبة للمواطنين الذين يلجؤون إلى الأمر وهم في وضعية لا بأس بها.

لكن يحق لنا ان تساءل مع السيدة الوزيرة فيما اذا كانت آلة العقاب ان تكون رادعة للقضاء على هذه الضاهرة التي اصبحت تسيئ لصورة المغرب؟

رغم التجريم والسياسات التنمويةن لم تستطع الحكومة الفحد من انتشار هذه الظاهرة، وذلك لمجموعة من الاسباب، بينها ، وذلك بسبب التحولات المجتمعية التي عرفها المغرب في العشرية الاخيرة والتي اصبحت تفرض تضافر الجهود، مع مقاربة فلسفة اجتماعية وسياسية وحقوقية ونفسية كفيلة بالحد من انتشار هذه الآفة .

تذكرة صدقة: ابتكار لشاب مغربي

من اجل محاربة هذه الظاهرة ومساعدة الناي في وضعية هشة، اطلق مهدي صقلي، مقاول شاب مغربي بالرباط بديلا عن الصدقة التقليدية اسماه ” تذكرة الصدقة” والتي تسمح في مرحلة اولى باقتناء المواد الغذائية لدى التجار الشركء في مدينة الرباط. وتبلغ قيمة التذكرة الواحدة 2.50 درهم- اي 30 درهم بالنسبة لكناش من الت\اكر يتكون من 12 تذكرة-

وليست تذكرة الصدقة عملا تطوعيا، بل هي مقاولة ذات بعد اجتماعي تهدف الى محاربة التسول الاحترافي وتمنح ادماجا ماليا للاشخاص في وضعية هشة.

وفي انتظار العمل بمثل هذه المبادرات المحلية، والرائدة، فان التسول سيظل ذلك الشبح الذي يطاردنا في الشارع ، في المقهى، في الحافلة.



التعليقات مغلقة.