أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني” تورط” ترامب

نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أن يكون قد “مارس أي ضغط” على نظيره الأوكراني بعد أن أظهر مضمون مكالمة هاتفية جرت بينهما قبل شهرين أنّه طلب فعلاً من سلطات كييف التحقيق بشأن نجل منافسه السياسي جو بايدن، في قضية دفعت خصومه الديموقراطيين لبدء إجراءات رسمية لعزله.

وصرح ترامب للصحافيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك “لم يحصل أي ضغط مطلقاً” مضيفاً “لقد كانت رسالة وديّة، ولم يكن هناك أي ضغط”، مستهجناً ما وصفه ب”أكبر حملة مطاردة في تاريخ أميركا (…) هذا عار”.

وأظهر مضمون المكالمة الهاتفية الذي نشره البيت الأبيض الأربعاء أن الرئيس الأميركي طلب فعلاً من نظيره الأوكراني التحقيق بشأن نجل جو بايدن، الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية في 2020.

ويحقّق الديموقراطيون، الذين أطلقوا الثلاثاء إجراءات رسمية لعزل الرئيس، في ما إذا كان ترامب قد مارس ضغطاً على حكومة أجنبية للتحقيق في شأن معارض سياسي له، وما إذا كان قد استغلّ مساعدات لأوكرانيا تبلغ قيمتها 400 مليون دولار لممارسة ذلك الضغط.

– “على طريقة المافيا” –

والأربعاء علّق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف على محضر المكالمة الهاتفية بين ترامب وزيلينسكي بالقول إنّه يظهر أنّ الرئيس الأميركي مارس على نظيره الأوكراني “ابتزازاً على طريقة المافيا”.

وقال النائب الديموقراطي للصحافيين ان نص المكالمة “أكثر ملاءمة ممّا تخيّلت أو ممّا تخيّله كثيرون آخرون”، مضيفاً أنّ ما قاله ترامب “يجسّد ابتزازاً مافيوياً تقليدياً”.

وكانت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي أعلنت مساء الثلاثاء فتح تحقيق رسمي في هذا الصدد، قائلة إن ترامب نكث بقسم اليمين بسعيه للحصول على مساعدة دولة أجنبية لتقويض ترشّح بايدن.

والإجراءات التي تعدّ أول خطوة في عملية معقّدة لا تتمتع بفرص كبيرة في إخراج ترامب من البيت الأبيض، فتحت فصلاً جديداً في السياسة الأميركية محفوفاً بالمخاطر، قبل 14 شهراً فقط من انتخابات الرئاسة والكونغرس.

وانفجرت الفضيحة في أعقاب شكوى من عنصر في الاستخبارات الأميركية بشأن محادثة هاتفية بين ترامب وزييلنسكي في 25 يوليوز.

وسعيا للتصدي لاحتمالات إجراءات العزل أعلن ترامب الثلاثاء أنه سيكشف فحوى المكالمة.

ويطالب الديموقراطيون أيضا بمزيد من الوثائق والشهادات المتعلقة بتحقيقات أخرى بحق ترامب، على خلفية اتهامات له بعرقلة العدالة والكسب غير المشروع من منصبه كرئيس والتواطؤ مع روسيا وانتهاكات أخرى.

وبعد امتناعه لأسابيع أعلن بايدن الثلاثاء تأييده لإجراء تحقيق بهدف عزل الرئيس.

ويعتبر توجيه اتّهام إلى ترامب بهدف عزله خطراً يحدق بقوّة بالرئيس الجمهوري، ذلك أنّ هذا الأمر لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة سوى لرئيسين فقط.

ولكن إذا كان مجلس النواب هو الذي يوجّه الاتّهام للرئيس بهدف عزله فإنّ مجلس الشيوخ هو الذي “يحاكمه”، ولا بدّ لأي تصويت على عزل الرئيس من أن يحصل على غالبية الثلثين في مجلس الشيوخ كي يتم بالفعل عزل الرئيس وهو أمر لم يسبق حصوله في تاريخ الولايات المتحدة.

ونظراً إلى أنّ الديموقراطيين ليسوا سوى أقليّة في مجلس الشيوخ فإن احتمال تصويت غالبية الثلثين لصالح عزل ترامب هو أمر مستبعد حتى الآن.



التعليقات مغلقة.