أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الأطفال والثآليل التناسلية

إعداد مبارك أجروض

الثآليل التناسلية هي أحد أشهر أنواع العدوى المنقولة بالاتصال الجنسي. يصاب كل الأشخاص الناشطين جنسيًا تقريبا بنوع واحد على الأقل من فيروس الورم الحُلِيمِي البشري (HPV)، وهو الفيروس المسبب للثآليل التناسلية، في مرحلة ما من حياتهم. النساء أكثر عرضة بشكل ما للإصابة بالثآليل التناسلية من الرجال.

كما هو واضح من الاسم فإن الثآليل التناسلية تصيب الأنسجة الرطبة في المنطقة التناسلية. ربما تبدو ثآليل الأعضاء التناسلية مثل نتوءات صغيرة بلون اللحم أو ربما تبدو مثل زهرة القنبيط. وفي أحوال كثيرة تكون ثآليل الأعضاء التناسلية أصغر من أن تكون مرئية. وهي عبارة عن كتل لحمية صغيرة تنمو على الأعضاء التناسلية عند الأطفال كالمهبل أو القضيب أو بالقرب منهما، ويمكن أن تظهر بشكل منفرد أو قد تتكتل في بعض الأحيان مثل تكتلات القرنبيط. وتحدث هذه الثآليل بسبب فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وعادة ما تكون غير مؤلمة ولا تنزف أو تتقيح، على عكس القروح، لكن يمكن أن تسبب الإزعاج والحكة.

1ـ أعراض الثآليل التناسلية عند الأطفال

لا تختلف أعراض الثآليل التناسلية عند الأطفال عن أعراضها عند البالغين، وكثير من الناس المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري لا تظهر عندهم الثآليل، فإذا تطورت الثآليل، فإنها عادة ما تظهر في غضون بضعة أشهر. لكن في بعض الأحيان، تظهر بعد سنوات. بشكل عام يمكن أن تظهر الثآليل التناسلية عند الأطفال في/ أو بالقرب من المناطق الآتية:
ـ الفرج، أو المهبل، أو عنق الرحم، أو فتحة الشرج عند الإناث.
ـ القضيب، أو كيس الصفن، أو فتحة الشرج عند الذكور.

يمكن أن تكون الثآليل التناسلية رفيعة أو مسطحة، أو صغيرة أو كبيرة، وفي بعض الأحيان يتم تجمعها معاً في شكل يشبه القرنبيط، وقد تكون بعض الثآليل صغيرة ومسطحة بحيث لا تتم ملاحظتها فوراً. في معظم الأحيان، تكون الثآليل التناسلية غير مؤلمة. وقد يعاني بعض الأطفال من حكة أو حرقة أو ألم.

2ـ تشخيص الثآليل التناسلية عند الأطفال

يمكن لمقدمي الرعاية الصحية عادة تشخيص الثآليل التناسلية عند الأطفال من خلال فحصها سريرياً، وفي بعض الأحيان، يأخذ الأطباء عينة صغيرة (خزعة) من الثآليل لإرسالها إلى المختبر للاختبار، وعادة ما يكون هذا غير مؤلم.

3ـ علاج الثآليل التناسلية عند الأطفال

تشمل علاجات إزالة الثآليل التناسلية لدى إصابة الأطفال بها:
ـ استخدام الليزر، أو تعريض الثآليل للبرودة (نتروجين مجمّد) أو الحرارة.
ـ وضع الأدوية على/ أو في الثآليل.
ـ تناول اللقاحات.
ـ الجراحة.

لكن في بعض الأحيان، تعود الثآليل بعد العلاج للظهور، وذلك لأن العلاجات لا يمكنها تخليص جسم الطفل من جميع فيروسات الورم الحليمي البشري.

4ـ هل وجود الثآليل التناسلية لدى الأطفال دليل على وجود اعتداء جنسي ؟

الأمر ممكن؛ بمعنى يمكن أن يُصاب الأطفال بالثآليل التناسلية بسبب اعتداء جنسي أو بسبب غير جنسي. فإذا كان الشخص البالغ المُعتدِي مُصابا، فيمكن أن ينقل المرض إلى الطفل المعتدَىَ عليه. وقد لا يكون سبب وجود الثآليل التناسلية ناجما عن اعتداء جنسي على الطفل، وإنما انتقل المرض بإحدى الطرق الآتية:
ـ عن طريق التحصين الذاتي؛ فالأطفال الذين يعانون من الثآليل الشائعة على أيديهم أو في أي مكان آخر على الجسم ينقلون الفيروس عن طريق لمس الثآليل ثم لمس الأعضاء التناسلية الخاصة بهم.
ـ قد ينتقل من الأم المصابة إلى طفلها الرضيع قبل/ أو في أثناء الولادة، أو أثناء تحميم أو تغيير الحفاض للطفل.
ـ يمكن انتقال فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق تلامس أيدي الأطفال مع الأجسام الملوثة أو الأسطح.
ـ عن طريق مقدمي الرعاية الصحية بالخطأ.

5ـ خطورة الثآليل التناسلية على صحة الأطفال مستقبلاً

في حال لم تكن الثآليل ناجمة عن اعتداء جنسي على الطفل، يمكن علاج الثآليل نفسها والتخلص منها، ولكن الفيروس الذي يسببها سيبقى ولا يمكن علاجه، وهذا يعني أن العديد من الأطفال الذين يعانون من الثآليل التناسلية سيواجهون تكرار تفشي المرض مرة أخرى، ومع ذلك، فإن الثآليل ليست مؤلمة عادة، كما أنها لا تسبب أي مشاكل صحية أخرى للأطفال.

أما في حال كانت الثآليل ناجمة عن اعتداء جنسي فإن لها عواقب نفسية واجتماعية وخيمة على نفسية الطفل، وقد تجعله يصاب مستقبلاً بالاكتئاب والجنوح وتعاطي المخدرات وعدم الثقة بالنفس، ومشكلات في العلاقات الشخصية، والميل لمعاودة إيذاء الآخرين والاعتداء عليهم.

6ـ الوقاية من الثآليل التناسلية عند الأطفال

يمكن منع إصابة الأطفال بالثآليل التناسلية وغيرها من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق اللقاح، ويوصى باستخدام سلسلة لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري لجميع الأطفال عندما يبلغون من العمر 11-12 عاماً؛ كما يمكن للمراهقين والبالغين الأكبر سناً أيضاً الحصول على اللقاح (حتى سن 45)، حتى وإن كان شخص ما قد أصيب بالفعل بنوع واحد من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري، ويمكن للقاح توفير الحماية ضد أنواع أخرى من فيروس الورم الحليمي البشري. ولمنع انتشار المرض يجب على جميع القائمين على رعاية الأطفال (خصوصاً الأطفال الصغار منهم) غسل أيديهم جيداً بالماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية قبل وبعد وضع الدواء أو وضع الحفاض للطفل أو تحميم الطفل.

فعلى الأهل مراقبة المناطق الحساسة عند الأطفال، أو سلوكياتهم ومحاولة حمايتهم وعدم الاستهتار بأمنهم، كأن يتركوهم في الشوارع لساعات طويلة، الأمر الذي قد يعرّضهم للاعتداء الجنسي والإصابة بالثآليل التناسلية وغيرها من الأمراض النفسية والجسدية. كما يجب الحرص على نظافة الصغار منهم، وتدريب الكبار منهم على كيفية العناية الشخصية بأنفسهم.

التعليقات مغلقة.