أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

سيلان الأنف والتهاب الحلق في فصل الشتاء

إعداد مبارك أجروض

مع هبوب نسمات الشتاء الباردة أول ما يصاب به الفرد هو سيلان الأنف والتهابات الحلق، بسبب العدوى التى تصيب الجيوب الأنفية، والتي ينتج عنها فقدان الطاقة والشعور بالصداع، بالإضافة إلى الشعور بالألم في جميع أنحاء الجسم..

ومما لا شك أنه من الصعب الهروب من سيلان الأنف والتهاب الحلق في فصل الشتاء، إن انخفاض درجات الحرارة غالبًا ما يصاحبه زيادة في الأمراض المعدية، مثل: نزلات البرد والإنفلونزا، أو التهاب المعدة والأمعاء. فللبرد مسؤولية في هذه الحال. ولكن ما هي الآليات ؟ هذا ما يجيب عنه العلماء المختصون.

 *انتقال العدوى

إننا في فصل الشتاء نفضل أن تبقى في جو دافئ ! والواقع أن تكدس الناس في الأماكن الضيقة وسوء التهوية (بسبب البرد) ”يزيدان من خطر انتقال العدوى“، إذ تنتقل الفيروسات بسهولة أكبر (عن طريق السعال والعطس …) بسبب تجاور الناس واحتكاكهم في الأماكن العامة المزدحمة، مثل: المحلات التجارية والمطاعم ووسائل النقل العام …

 *الجهاز المناعي

في فصل الشتاء، يَضعُف جهازنا المناعي. البرد يُبطئ نشاط الخلايا واستجابة جسمنا للهجمات الخارجية. وهو ما يمنح الوقت الكافي للفيروسات بأن تستقر في أجسامنا.

ويضاف إلى ذلك نقص النور الطبيعي الذي يمكن أن يؤدي إلى نقص فيتامين D لأن التعرض لأشعة الشمس يسمح للبشرة بصنع فيتامين D الذي يقوي جهاز المناعة.

 *الفيروسات أكثر مقاومة

الفيروسات والبكتيريا يقاومان البرد بشكل ملحوظ، فهي مجهزة بقشرة (طبقة واقية) تزداد سمكًا عندما تنخفض درجات الحرارة، وبالتالي فهي على هذا النحو محميّة.

يؤكد العلماء أن النور الطبيعي ـ أيضًا – يلعب دورًا في فترة حياة الفيروسات، إذ يتم تدمير الفيروسات بواسطة الأشعة فوق البنفسجية. ولذلك فإن عدم وجود نور في الخريف والشتاء يسمح لهذه الفيروسات بالعيش لفترة أطول.

 *البرد والجهاز التنفسي

من خلال دخوله إلى الأنف يصير الهواء البارد أكثر دفئًا بشكل طبيعي من قبل الأغشية المخاطية الأنفية، هذا الاحترار يرطب الهواء ويُحدث ”سيلان” الأنف، وهكذا يجف الغشاء المخاطي للأنف فيحمي ضد الفيروسات بشكل أقل فاعلية، ومن هنا هذه الأخيرة يمكن أن تخترق الأنف بسهولة أكبر.

وهناك تأثير آخر للهواء البارد والجاف: رُذيذات الفيروسات الغنية (وهي قُطيرات تنبعث من السعال أو العطس عند الأشخاص المرضى) تبقى معلقة لفترة أطول بكثير. وبالتالي فإن خطر العدوى يزداد بشكل كبير.

كما توضع الشعب الهوائية ـ أيضًا – على المحك، الهواء البارد والجاف الذي يرافقه يُسبّب ركود الجسيمات الدقيقة في التلوث الجوي، وبالتالي يتضاعف تعرّضنا لهذه الجسيمات.

ومن المعروف أن تلوث الغلاف الجوي والتلوث في الأماكن المغلقة (بسبب نقص التهوية) جد سيئ بالنسبة للقصبات الهوائية، فهي، كما أوضح الدكتور لوك دي سان مارتن بيرنوت في عام 2011 في مجلة Pour la science. إذ تتهيج؛ ما يزيد من عدد بروتينات إيكام -1ICAM-1، أي ”الأقفال” التي تدخل من خلالها الفيروسات الأنفية إلى الخلايا وتصيبها”.

للحماية من الفيروسات، يجب التغطية بشكل جيد، والقيام بتهوية البيت كل يوم، مع اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع شرور الشتاء.

 *احتياطات وقائية

لتجنب أمراض الشتاء، يجب اتخاذ احتياطات إضافية:

ـ الحصول على لقاح الإنفلونزا، والتأكد من الحصول على لقاح المكورات الرئوية للبالغين من العمر 65 عاماً أو أكبر، وغسل اليدين قبل لمس العينين أو الأنف أو الفم، وحمل المطهر عند السفر.

ـ تجنب الاتصال الوثيق مع المرضى. وبالنسبة لمعظم الأمراض الشائعة، فإن الانتظار لمدة أسبوعين بعد إصابة الشخص يعد وقتاً كافياً للحد من خطر الإصابة بالعدوى. وبالنسبة للأطفال الصغار المصابين بالإنفلونزا، قد يكون من الأفضل الانتظار 3 أسابيع بعد المرض.

ـ الابتعاد عن الطعام المشترك، مثل الموائد والولائم خلال موسم الشتاء.

التعليقات مغلقة.