أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

حوار الأستاذ أحمد مربوح الباحث في الفن الأندلسي : هدفنا إيصال الموسيقى الأندلسية إلى العالمية لا من حيث الأشعار ولا النغم

الاستاذ احمد مربوح: تربى وترعرع وسط عائلة محافظة، متشبتة بالمبادئ والقيم الروحية، تشبع بفكر الزاوية الحراقية، جالس كبار الشيوخ واستفاد من خبرتهم وعلمهم متبحرا في مجال الذكر والسماع، انهال من منابع العلم مدينة فاس، حاصل على الإجازة في الحقوق بجامعة محمد بن عبد الله، موهوب بولع الموسيقى الأندلسية، صقل موهبته بالتلقين والتكوين على يد مجموعة من الأساتذة الكبار في المعهد الموسيقي بفاس برئاسة محمد زروال والسملالي وغيرهم من الخبراء في المجال، فأصبح من الغيورين على الفن الأندلسي ومن ضمن الرواد الحارصين على حمايته من الإندثاروالزوال وتحبيبه للشباب بالإسهام في تلقينه وتدريسه لكل الفئات الشابة والمولعة بهذا التراث، مع الغوص في بحر الفن الأندلسي والبحث في أغواره وتبسيط لغته لفتح باب التواصل مع هذا الفن الأصيل، موظفا ذلك في خلق إطار قانوني مؤثت لتقاسم مع الناشئة ولعه للفن الأندلسي، أسس جمعية خصصها لمولوعي الفن الأندلسي بالمغرب ، إنها شخصية شابة ولوعة متحدية للصعاب والإكراهات لفرض وجودها في الساحة الفنية، إنه السيد أحمد مربوح، وللمزيد من التفاصيل يمكن الإطلاع على حيثيات الحوار التالي كما جاء في مصدر الراصد: 

نبذة تعريفية عن شخصكم ومجال اهتمامكم

ولدت في مدينة فاس في بيت ذكر وفضل من أبويين منتسبين لزاوية الحراقية، الأب أستاذ في الكتاتيب القرآنية، حلقات الذكر مناسبات الذكر والسماع في مولاي إدريس الأزهر، وهي حلقات للجلوس أمام الشيوخ والاستفادة من خبرتهم وعلمهم وتبحرهم في مجال الذكر والسماع.
حصلت على الإجازة في الحقوق من جامعة محمد بن عبد الله بفاس، تلقيت تكوينا موسيقيا على يد مجموعة من الاساتذة الكبار في المعهد الموسيقي بفاسمحمد زروال والسملالي وغيرهم.
نشأت في محيط يعشق الذكر والسماع الصوفي والموسيقى والمزاوجة بين الجانب الروحي “الزوايا ” والجانب العلمي والاكاديمي وهو التكوين في المعهد الموسيقى..
وفي سنة2019 حصلت على الماستر من كلية علوم التربية بالرباط في مجال التربية الجمالية وتدبير مهن الفنون الثقافة، واشتغل كمدرس للمادة التربية الموسيقية منذ 2004 بمدينة الدار البيضاء، ورئيس مؤسس لجمعية ولوعي الموسيقى الاندلسية بالمغرب ولها فروع في كثير من المدن ،الرباط، سلا، شفشاون والعرائش……
وشاركت الجمعية في كثير من المهرجانات الدولية والوطنية التي تعنى بالموسيقى الاندلسية، وحاليا نتأهيأ لمرحلة اخرى في اطار عمل الجمعية ولإستحقاقات مقبلة ذات اهمية وتميز.

نبذة موجزة عن جمعية ولوعي الموسيقى الاندلسية ومجالها وفروعها؟

بخصوص جمعية ولوعي الموسيقى الأندلسية بالمغرب، هي جمعية جاءت في إطار الاهتمام بتراث الموسيقى الاندلسية والحفاظ على أصالتها ومقوماتها الفنية وأبعادها وتجذرها في عمق الحضارة الهوية المغربية، تم انشاء الجمعية يوم15 نوفمبر 2014 ،بعد بحث وتمحيص، حيث كان ميلادها بناء على العديد من التراكمات، وكتتويج للعمل السابق والاحتكاك بالناشطين في مجال الاعتناء بهذا الموروث الفني.

وللتوضيح ، فإنه قبل تأسيس الجمعية، كانت هناك عدة مشاريع ومجهودات في مجموعات مختلفة، لكني ارتأيت العمل متفردا نظرا لأننا كانت لنا رؤية وتصور خاص وهذا لن يتحقق إلا في مجموعة خاصة لها تصورها ورؤيتها الصائبة والمتمكنة في هذا المجال.
لهذا كان الهدف دائما الرقي بالأداءالغنائي الجماعي وتوصيل ونشر تحبيب الموسيقى الأندلسية بين الشرائح المجتمعية المختلفة، ملاءمتها مع متطلبات العصر والتركيز على المناهج الأكاديمية والعلمية والروحية في جو تلتقي فيه الفوارق الاجتماعية بين المولعين بهذا التراث وعوامل الزمن والسن.
وتضم الجمعية مجموعة من المولعين بهذا التراث الموسيقي والحرصيين على نشره بين الشباب والفئات المجتمعية المختلفةواعادة الاعتبار للمكانة الكبيرة التي يتمتع بها بين الفنون التراثية.
ومن بين أهداف الجمعية أيضا ،التكوين والتحبيب برؤية جديدة نتصور بها الموسيقى الاندلسية في هذا العصر ،مع الحفاظ على الرؤية الكلاسيكية التي تتعامل بها مجموعة من الجمعيات والتي تتمثل في إقامة حفلات كبيرة راقية لجمع أعداد كبيرة من الناس المولعين بهذا الفن وتوثيقه والرقي به وإصلاح إشعاره وتنقيته من الكثير من الشوائب التي مست به واعتبر هذا عملا كبيرا.
ورؤيتنا ترى بضرورة الغوص في مثل هذه الحالات من أجل الحفاظ على هذا الموروث ، وهي رؤية نتقاسمها كجمعية رئيسية في الدار البيضاء مع الفروع في عدد من المدن كما أسلفت، ولنا برنامج موحد في هذا الإطار كجمعية وكمجموعات موسيقية.

كيف جاء الاهتمام بهذا الموروث الثقافي الفني الأصيل ؟

أختصر ولعي بهذه الموسيقى العريقة الأصيلة وحبي لها، في مسألة النشأة والمحيط العائلي والتكوين الفني، في جمعيتنا حاولنا إعطاء مقاربة جديدة في التعامل مع الموروث الفني، وهناك ظاهرة مهمة في هذا المجال وهي أن العديد من الجمعيات المهتمة بالموسيقى الاندلسية اصبحت تقلدنا في طريقة تقديم الموسيقى الاندلسية.
غيرتنا على الموسيقى الأندلسية ومحاولتنا جذب الشباب لها، وإيماننا بأن هذا الموروث يمكن أن يصل إلى العالمية لا من حيث الشعار ولا النغم و وعلاقته بالموسيقى الكلاسيكية العالمية والعربية، من الاسباب التي جعلتنا نتهم ونعمل في هذا الاطار وبهذه الرؤية الجديدة.

نلاحظ ربما نوعا من قلة أو نقص الاهتمام بالموسيقى الاندلسية إلى ماذا يرجع ذلك؟

الفكرة والفائدة التي نلاحظها الآن في المغرب من خلال الإحصائيات،وهي قلة الاهتمام بالموسيقى الأندلسية، وهذا واقع صادم ولايرقى بالفن الأندلسي إلى المكانة المبتغى منه، وإن كان يكتسب بعض المصداقية من خلال التزييف الذي يطال مجموعة من الجمعيات التي تعمل في هذا المجال، إذا لم تكن هناك رغبة كبيرة نابعة من الدولة ومن وزارة الثقافة للنهوض بهذا التراث وهذا القطاع سيبقى الحال على ماهو عليه، خصوصا أننا نرى بأن الموسيقى الشبابية السائدة الآن لا تمت للثقافة والهوية المغربية بصلة.
نلاحظ أن الاهتمام الإعلامي ،خاصة في مجاله السمعي البصري ، يمارس نوعا من الحيف الكبير جدا على التراث ويتم توظيفه فقط في بعض المناسبات وجعله تراثا موسميا خاص بهذه المناسبات والعكس صحيح.
حيث كنا نرى الموسيقى الاندلسية تذاع كوصلة فنية رائعة في الظهيرة، وسهرات خاصة،إلا أن التوجه الإعلامي يجب تغيير رؤيته التهميشية للفن الأندلسي.

الرقي بالأداء الغنائي الجماعي وتوصيل وتحبيب الموسيقى الأندلسية بين الشرائح المجتمعية المختلفة وملاءمتها مع متطلبات العصر

تحملون على عاتقكم مسؤولية الحفاظ على تراث فني وثقافي يشكل أحد مقومات الشخصية المغربية، ماهي الصعوبات التي تواجهكم في هذا المجال؟

نحن كجمعية نناضل من أجل تبوإ الموسيقى الأندلسية مكانتها داخل الفضاءات الثقافية وبين الفئات الشابة، نريد تحقيق مبدإ الاستمرارية بخصوص تلقي الدروس ولنا تخطيط محدد وتوجه من أجل تحقيق رغبة كل فرد داخل المجموعة ونشتغل على منهجية لايصال الموسيقى الاندلسية للفئات الشابة بطرق عصرية عملية مجببة لهم.
نعمل على إقامة الحفلات الكبيرة موجهة للعامة وللجميع، وليس للنخبة فقط ، لأن هذه تهمة لصيقة بالمهتمين بالموسيقى الاندلسية ، ونحن نحاربها وضدها ولنا تصور بأن للجميع الحق في الموسيقة الاندلسية، توسيع القاعدة المجتمعية انا استاذ موسيقى وأشتغل في عمالة سيدي البرنوصي وهي عمالة لها طبقة اجتماعية كبيرة، وهي محاولة مني للتعريف ونشر الثقافة الموسيقية الاندلسية في محيط تغلب عليه عادات موسيقية اخرى.
مجال اشتغالي كرئيس للجمعية وبفروعها المختلفة، هذا ليس سهلا، هناك صعوبات تحيط بناء من كل الجهات، صعوبات ثقافية ومالية اقناع الناس بهذا الفن الثقافي وبهذه الهواجس، صعوبات داىما ولا زالت لها علاقة بالموسيقى والثقافة السائدة، احيانا هناك عنصرية تواجهك لانك كن مدينة اخرى وتعمل في مدينة اخرى هذا يثير غيرة بعض المتشديدن ويطرح تساءل هل نحن ليس لدينا اطر لتدريس او العمل في هذا المجال، وهذا يسبب نوعا من الاحتكاكات وبعض الانطباعات، هناك تصور بأن كل من يشتغل في هذا المجال من ابناء تلك المدينة، كل هذه الصعوبات وضعناها جانبا ونشتغل بحس وطني فكلنا مغاربة.
كذلك هناك صعوبات مالية،فلايمكن إقامة حفلات بدون تمويل، كيف يمكن إقناع شركاءنا بعملنا، والذي يشهد له الكثيرون بأنه عمل ذو مغزى كبير وذا قيمة مضافة ثرية وقوية، هناك صعوبات لكن ذلك لن يمنعنا من العمل من أجل تحقيق رؤيتنا وولعنا بهذا المجال.

هل يمكنك الحديث عن مشاريع المقبلة لجمعيتكم بهذا الخصوص؟

هناك مشاريع كثيرة وكبيرة جدا تنتظر الجمعية ، منها مشاريع وطنية ومشاريع لها علاقة بالفروع، حفلات كبيرة و حفلات للفروع، اول موعد كبير هو حفل كبير بمدينة الرباط في الثامن والعشرين من شهر دجنبر الحالي، وسيعرف بالاضافة الى الحدث الفتي الكبير وتعزيز فروع الجمعية بفرع في الرباط، قبل ذلك هناك ملتقى فني بمدينة شفشاون في الثلاثين من هذا الشهر قبل ذلك حفل فني بسلا بجماعة المريسة كان ناجحا بكل المقاييس، وهناك مواعيد عدة مبرمجة خلال السنة المقبلة وعدد من الانشطة الموازية التي سترى النور خلال اللشهر المقبلة انشاء الله.
بالاضافة الى عمل الجمعية الأم ،هناك برنامج عمل خاص بالفروع بدعم من بقية الفروع لانجاح المحطات المتوالية.

الكلمة الأخيرة

الح دائما على الانخراط في جمعية ولوعي الموسيقى الاندلسية بالانخراط في الجمعية للاطلاع على عملنا وما نقوم به واهدافنا التي نسعى لها، كما ادعو كل الغيورين والشركاء والفاعلين الاقتصاديين والقطاعات الحكومية إلى دعم مثل هذه المبادرات والجمعيات ذات الاهداف النبيلة والمجتهدة من أجل دعمها على الاستمرار واعتقد أنه عمل يستحق الدعم والاهتمام والتشجيع.

التعليقات مغلقة.