أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

علاقة الغذاء والحمية الكيتونية بالاكتئاب

إعداد مبارك أجروض

يعد تفسير العلاقة بين الحالة المزاجية والغذاء أمرا صعبا، نظرا لأن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي قد تلعب دورا أساس منها:

ـ يمكن أن يسبب الشعور بالاكتئاب فقدان الشهية، وقد لا يعتني الشخص الذي يشعر بالضعف بنفسه جيدا.

ـ من يشعرون بالسعادة ينتهجون أساليب حياة صحية (لا يشربون الكثير من الكحول مثلا).

ـ قد يكون تناول الأطعمة السيئة، الكثير من السكر والأطعمة المصنعة، سببا لزيادة الاكتئاب، ما يعني أن تجنب هذه الأطعمة في النظام الغذائي أمر مهم.

إننا عادةً ما نسمع أن بعض الأشخاص يقولون أنَّ الطعام سر سعادتهم أو أنهم ينسون همومهم عند تناولهم وجبةً شهية من الطعام، ولكن ما مدى مصداقية ذلك وهل فعلاً يساعد الطعام على التحكم في حالتنا المزاجية ؟ لا شك في أن جودة الطعام، بغضّ النظر عن طريقة قياس هذه الجودة، ترتبط بانخفاض نحو 30% من مخاطر الإصابة بالاكتئاب.

إن اتباع النظام الغذائي لدول البحر المتوسط الغني بالخضراوات الخضراء والفواكه والمكسرات والبقول وزيت الزيتون والمأكولات البحرية، قد يساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب، في حين أن الأشخاص الذين يأكلون كمية أكبر من اللحوم أو منتجات الألبان معرَّضون لمخاطر الإصابة بالاكتئاب بشكلٍ أكبر. كما أن هناك تحسّن على الحالة المزاجية لطلبة الجامعة الذين يعانون أعراض الاكتئاب خلال 3 أسابيع فقط من الاعتماد على نظام غذائي زادوا فيه الخضراوات وقللوا فيه من اللحوم، وهو ما اعتبروه معياراً ذهبياً.

ولكن وعلى الرغم من ذلك لا تشير أي من الدراسات إلى أنَّ النظام الغذائي وحده يمكنه معالجة أو الوقاية من الاكتئاب، ولكن تحسين النظام الغذائي يمكنه منح أساسٍ قوي للشفاء، بمساعدة العلاجات الأخرى. إنَّ الأطعمة التي تحتوي على كميات أعلى من العناصر الغذائية المقاوِمة للاكتئاب، تتضمن الأطعمة ذات الصدفتين، مثل المحار والرخويات، فضلاً عن الخضراوات الخضراء مثل الجرجير والسبانخ.

هل النظام الغذائي لدول البحر المتوسط “الحمية الكيتونية” مفيد في حالات الكآبة المستعصية ؟

إنَّ الحمية الكيتونية تساعد مرضى الاكتئاب المقاوم للعلاج. لأن أبسط طريقة للتفكير بشأن تأثير الحمية الكيتونية هي إن كانت خلايا المخ لديها مشكلة مع مصدر الطاقة، فإنها لن تعمل بشكل صحيح، ولن تفرز المقدار الكافي من السيروتونين الهرمون المرتبط بالحالة المزاجية، والنقص النسبي للسيروتونين هو أحد الأسباب الأساسية للاكتئاب. والحمية الكيتونية ليست تلك الحمية نفسها التي تنتشر عبر المنصات الرقمية، إذ إنها برنامج صارم يخضع للإشراف الطبي، حيث يمكن أن تتسبّب في بعض الأعراض الجانبية الخطيرة خلال الأسابيع الأولى، مثل الإنفلونزا الكيتونية، أو قد يُغيّر الطريقة التي تعمل بها الأدوية. وفي حال قام الأشخاص بتجريب هذا النظام الغذائي من تلقاء أنفسهم من دون فهم، ربما ينتهي بهم الأمر يائسين من الوصول إلى أي نتيجة، فعادةً ما تحتاج الاضطرابات العقلية والنفسية الحادة تدخلاً طبياً مختصاً للمساعدة.

ولكن سواء أكان الشخص مصابا بالاكتئاب، أو أنَّ هناك تاريخاً عائلياً للإصابة به، أو حتى إن كان يرغب في تهدئة تقلباته المزاجية، فهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تغيير النظام الغذائي ربما يساعد في تحسين المزاج، ومن تلك الأطعمة، الأطعمة النباتية بشكل عام، مثل الخضراوات والخضراء والملونة بالخصوص، والفواكه، والبقول والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة، إلى جانب الدهون الصحية، والأطعمة الصحية والبروتينات الحيوانية. كما يمكن تناول الأطعمة المخمرة مثل مخلل الخيار والملفوف لتعزيز صحة الجهاز الهضمي، ويمكن القول إن الشخص ليس بحاجة إلى إجراء تغييرات حادة وعنيفة. فهو يمكنه فقط إضافة مزيد من الخضراوات الخضراء والأطعمة البحرية في البداية، إذ أنه حتى ولو لم يتناول طعاماً صحياً طوال الوقت، إلا انَّ إدخال ما ذكر في طعامه يمكن أن يكون من مُسببات السعادة.

التعليقات مغلقة.