رفيق خطاط
تعاني المدن المغربية من أزمة متعددة المظاهر، والتي تتجلى في استفحال المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ونقص في الخدمات العمومية والتجهيزات الأساسية، رغم الجهود المبذولة من قبل الدولة والمجتمع المدني لمعالجتها والتخفيف من حدتها إلا أن حصيلة هذه التدخلات لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
من بين المدن المغربية التي تعيش وضعية مزرية، مدينة سيدي بنور بفعل تضافر مجموعة من العوامل الديمغرافية والتنظيمية، علم أن الإقليم يزخر بمؤهلات طبيعية واقتصادية، من شأنها إذ ما تم استثمارها بشكل جيد أن تساهم في الرفع من مستوى التنمية بالمدينة، ومن بين التحديات التي تواجهها انتشار الأحياء الصفيحية، التي تعاني من صعوبات كبيرة مثل حي دوار العبدي، الذي تتخبط ساكنته تحت وطأة العديد من الصعوبات والمشاكل المتمثلة في قلة قنوات الصرف الصحي وضيق الأزقة، وغياب الإنارة بالإضافة إلى ضعف الخدمات العمومية، إذ يفتقد الحي السالف الذكر للمستوصفات الصحية وملاعب القرب والمساحات الخضراء، واستفحال البطالة والفقر والأمية وكذا الهذر المدرسي، مما انعكس سلبا على المدينة ككل في ظل تنامي الفقر والجريمة والتشرد وانتشار التلوث بمختلف أنواعه.
إن ساكنة حي دوار العبدي، هو من أقدم الأحياء السكنية بالمدينة، محرومة من توفر شروط العيش الكريم ،فمعاناتها تمتد على مدار السنة، ففي فصل الصيف تتحول بيوتهم الشبيهة بالصناديق فرن تحرق ألسنة ناره ساكنيها، أما في فصل الشتاء والبرد تتجمد إطرافهم، بل تغزو بيوتهم الفيضانات مشردة أصحابها من أغلى ما يملكون، ناهيك عن البرك المائية الموحلة التي تملأ كل مداخل ومخارج الحي.
أمام هذا الوضع المزري لجأ سكان حي دوار العبدي، إلى اعتماد طرق متعددة من احتجاجات ومظاهرات، لنقل معاناتهم للمسؤولين أملا في إيجاد أذان صاغية لحل مشاكلهم، من خلال إعادة تهيئة الحي و تزويده بالتجهيزات الأساسية وتقريب الخدمات العمومية، لضمان عيش كريم وهو حق يكفله الدستور المغربي، لكل المواطنين إلا أن الوضع لازال على حاله مما يزيد من أوجاع ساكنة الحي ،ولازال مصيره مجهول ليومنا هذا .هذا الإقصاء والتهميش أسفر عن تفاقم عدة مشاكل بالحي الذي يشكل، مرتعا خصبا للجريمة والانحراف والفساد بمختلف أنواعه وهو ما تعكسه الإحصائيات الرسمية.
إلى متى سيظل الحال كما هو عليه ’’ والى متى يظل الوعد وعدا , بدون تحقيق النتائج المرجوة، هي أسئلة متعددة ومندمجة فيما بينها ،ولحد الآن لم يجد لها أجوبة منطقية، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع على المستوى المتوسط والبعيد، لأن ساكنة كاريان دوار العبدي نفد صبرهم ،من كثرة الوعود وفي هذا الصدد نطلب مسؤولي السلطات المحلية بالمدينة بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية من تظافر الجهود لإتمام برنامج بدون صفيح عقد مدينة سيدي بنور و الضاحية 2004- 2008 بالحوار البناء بين جميع المتدخلين ، لإعادة الاعتبار لحي دوار العبدي سيدي بنور، من حيث الهيكلة أو الإيواء وبالتالي القضاء على ثاني أكبر تجمع صفيحي بالمدينة، لأن الأحياء الصفيحية تمثل اكبر نسبة من حيث بؤر الفساد والإجرام وأن القضاء على أحياء الصفيح سيخفف، لا محالة من حدة اختناق المجتمع ،ومواكبة تطوره نحو مستقبل أفضل، إذن فالكل مسؤول لتحقيق هذا المطلب الأساسي والآني الذي لا يقبل الانتظار.
التعليقات مغلقة.