أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أكادير: من تحت الركام إلى آفاق جديدة

جريدة أصوات

في يوم التاسع والعشرين من فبراير عام 1960، شهدت مدينة أكادير هزة أرضية مدمرة بلغت قوتها 5.7 درجة على مقياس ريختر، استمرت لمدة 12 إلى 15 ثانية فقط، لكنها خلفت دماراً هائلاً في المدينة المنكوبة. كان الأب وابنه، المتحمسان لمشاهدة فيلم في سينما السلام، يعيشون لحظة من السعادة، غير مدركين أن الفيلم الحقيقي قد بدأ خارج أسوار الصالة.

مع حلول الساعة 23:40، تغيرت حياة سكان أكادير. الهزة الأرضية دمرت حوالي 80% من المدينة، وأسفرت عن وفاة أكثر من 15 ألف نسمة من أصل 45 ألف نسمة كانوا يعيشون هناك. في ليلة واحدة، تحولت المدينة إلى مشهد من الفوضى والدمار، حيث توافد الناجون للبحث عن أقاربهم وسط ركام المنازل.

لم يقتصر تأثير الكارثة على الأضرار المادية، بل تركت آثارًا عميقة على المستوى الإنساني والنفسي. كان التحدي لا يقتصر على إعادة إعمار المدينة، بل على استعادة الثقة بين السكان. شهدت أكادير، إثر الحادث، دعمًا دوليًا هائلًا، بدءًا من المساعدات العينية وصولًا إلى الحملات الكبيرة لجمع التبرعات.

تأسست المفوضية العليا لإعادة إعمار أكادير بعد ستة أشهر من الكارثة، تحت إشراف ولي العهد آنذاك، الملك الحسن الثاني، لوضع خطة شاملة لإعادة بناء المدينة.

اليوم، تمر الذكرى 65 على هذا الزلزال المدمر، وتظهر أكادير بصورة جديدة؛ مدينة الانبعاث التي أصبحت مركزًا حضاريًا وسياحيًا مهمًا في المغرب. ومع ذلك، تظل ذكريات الفاجعة حية في قلوب السكان، تذكيرًا بقوة الإرادة والتضامن في مواجهة التحديات

التعليقات مغلقة.