ألو المسؤول ، الإنارة العمومية مقطوعة على الساكنة والطريق الرئيسية بعين البيضا بفاس
الصورة الثانية : المصالح الجماعية و دور الأحبة مضاءة وتشع بالحياة
الإعلامي المتخصص “م – ح”
بعد أن تناولنا مجموعة من القضايا في إطار ركن “ألو المسؤول” و التي عرفت مجموعة منها تفاعلا و متابعة من طرف المسؤولين ، و هو شيء يفرحنا من الجهتين ، من جهة أن صوتنا وصل و بالتالي أشعلنا شمعة حياة في ظلام دامس ، بدل أن نلعن الظلام ، و الثاني سرورنا بتفاعل المسؤولين مع صوت الجريدة “أصوات” التي هي صوت من لا صوت له، و خلال أداءنا لمهامنا نزلنا بمدينة فاس مساء أمس ، و على الطريق الرئيسية الرابطة بين فاس و صفرو ، أثار انتباهي و أنا أتحدث عن إشعال شمعة بدل لعن الظلام، كيف أن منطقة مأهولة بالسكان منتسبة لتراب جماعة “عين البيضا” تعيش في ظلام دامس ، قد يعرض الساكنة و السيارات و الشاحنات و الحافلات لرحلة المستشفيات أو مستودعات الأموات إلخ من الصور السلبية التي فجرها أبطال غياب المسؤولية و سوء التذبير الجماعي، خاصة و أنه و من غريب الغرائب فالنقط المرتبطة مباشرة بالجماعة الترابية هي من يعيش تحت بذخ الإنارة.
وضع يتطلب أكثر من وقفة و صرخة و نحن نلاحظ السقوط في مجال التدبير الجماعي ، لأن المجلس إن لم يضع نقط ضوء للساكنة فكيف لله إن يشع الرخاء و الرفاهية و التنمية و يوزع الخدمات للساكنة، إنها مفارقة بين المسؤولية و محبة الكرسي التي هي القاعدة في الوصول إلى رآسة المؤسسات المحلية و الإقليمية و الجهوية .
فالمسؤولية التي تربط بمؤسسة معينة، ترتبط بحقوق وواجبات أساسية ، و هي مرتبطة بوعي الشخص المسؤول، و هنا مربض الفرس، كما قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، حينما صدعها مدوية ، موجها السؤال لهؤلاء المسؤولين، و هل لا يحسون بالخجل حين إهمالهم لمصالح الناس.، فالمسؤولية مرتبطة بتحقيق الفرد دوره على أكمل وجه، هي تربية ينشأ عليها الفرد .
و ما رأيناه و عايناه من استهتار بقيمة المنصب و ترفع عن خدمة مصالح الساكنة التي أنزلت هؤلاء “المسؤولين” موقع المسؤولية، و عن شكل وجود هؤلاء ضمن الدورة الاقتصادية و الاجتماعية للدولة المغربية، و غض أبصارهم و إغلاق آذانهم عن التوجيهات السامية الحاثة على تحمل كل مسؤول لمسؤوليته و خدمة قضايا و مشاكل الناس و الترافع عن كل ما يعوق تحقيق تلك المصالح إن استعصى الأمر بعد طرق جميع الأبواب الرسمية ، و لكن يبدو أن البعض من عبدة الكرسي لا يرون في المسؤولية سوى الصورة و بلا صوت أيضا ، فيصبحون بذلك مجرد أكسسوارات في رقعة متخشبة .
إن المسؤولية مرتبطة غاية الارتباط بالنتائج، أي خدمة مصالح المواطنين و إنارة الطرق هي جزء من المسؤوليات الأساسية الملقاة على عاتقهم لضمان سلامة الجميع و إحساس الكل بالأمان في حضرة الجماعة الترابية التي يسكنونها أو العابرين لها ، إنها التزام أخلاقي أمام الشعب و الله و الملك و المؤسسات و الدستور ، و كل من غاص في بحرها ملزم بأدائها على الوجه الأمثل و تنفيذ المطلوب منهم بشكل ملائم .
و المسؤولية الجماعية في التذبير مرتبطة بركن المساءلة ، الذي يعني أن يقبل الشخص المسؤولية عن أي اختيارات له ، ويتحمل عواقبه أيًا كانت ، و ركن الواجب ، و ركن التميز … فهي في الأخير تشير لأدوار الأشخاص الأخلاقية وحتى المعيارية تجاه شيء ما ، وتسمى هنا بـ “مسئولية الدور” ، وتكون ناتجة عن أدوار اجتماعية معينة يتعرض لها الشخص.
و المسؤولية تبقى عديمة الفعالية إن لم تقرن بالمحاسبة ، و هو ما أكد عليه الدستور المغربي ، بل أنها تعتبر من مقومات النظام الدستوري، و الذي نص عليه الفصل الأول من الدستور كمقوم رابع بعد الحكامة الجيدة، والديمقراطية المواطنة والتشاركية، وفصل السلط وتوازنها وتعاونها، كما يجد أسسه في الخطب الملكية السامية التي ما فتئت تؤكد على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة.
و هو معيار أساسي لدولة الحق و القانون و المؤسسات ، و هو ما يجهله بوعي أو لا وعي الموكلة إليهم أمور تذبير الشأن العام ، و هو ما تلمسناه أثناء عبورنا بالجماعة الترابية “عين البيضا” و سجلناه مباشرة في بث مباشر، المكان كله في ظلام دامس و لا مجال للرؤية إطلاقا و انتظر كل المفاجآت التي يمكن أن تصيبك نتيجة هات الوضعية الشاذة ، و التي رصدها مباشرة الزميل “محمد عيدني” المدير العام لمجموعة “أصوات ميديا” في البث المباشر لهاته الحالة النشاز في التدبير و التي وصلت به من كثرة الألم أن يقدم رفم هاتفه الخاص لمسؤولي الجماعة الترابية للاتصال به ليشتري للجماعة المصابيح الكهربائية إن كان قد وصل بها الأمر حد تعمية عيون الناس في لا وعي انتقامي من قاتلي الحياة، فيما تنعم الجماعة و معمل متواجد بالمنطقة و بعض نقط الأحبة و المريدين بالكهرباء .
إن ما رصدناه يحمل صور المسخ التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده يدعو إلى تجاوز هذا النمط من السلوك المؤسساتي و الانكباب على خدمة مصالح الناس بنفس القوة التي يعكف فيها هذا المسؤول في رعاية و تدبير مصالح أسرته، ضمانا لرقي متكافئ و لبناء مغرب عصري حضاري مسؤول من القاعدة إلى القمة مخلص للوطن و للشعب و لملك البلاد المفدى و من جبل على هاته الخصال سينال رضى ملك البلاد حتما و ما دون ذلك مهلكة للوقت و للعباد و لقضايا الوطن و الناس .
[…] لقراءة الخبر من المصدر […]