جريدة أصوات : إعداد مبارك أجروض
لا يخفى أن نوعية النوم السيئة قد تزيد مخاطر الإصابة بما يسمّى الرجفان الأذيني، وهي من أمراض القلب التي تزيد احتمال حدوث السكتة الدماغية. وإن الحصول على عادة نوم جيد قد يقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، حتى إذا كان الفرد معرضا لخطر وراثي. وفي هذا الصدد أحصى الباحثون “درجة النوم” لدى 385 ألف شخص، بناء على عوامل مثل عدد الساعات التي ينامون فيها كل ليلة، وبعد ذلك، تم فحص الحمض النووي الخاص بكل مشارك للسماح للخبراء بمقارنة النوم مع الاستعداد الوراثي للأمراض القلبية الوعائية (CVD)، والتي تشمل أمراض القلب والسكتة الدماغية.
للإشارة فإن ما بين 20 -30% من الناس يعانون من اضطرابات النوم. وهذه مشكلة قد تكون لها أبعاد أكثر خطورة من مجرد قلة النوم أو الشعور بالتعب عند الاستيقاظ. فقد أثبت العلماء من جامعة كاليفورنيا، في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، أنَّ ثمة صلة واضحة بين اضطرابات النوم ومخاطر الإصابة بالرجفان الأذيني. وهذا الاضطراب في القلب يشكل عامل خطر مهماً للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية ومضاعفات أمراض القلب الأخرى. وقد قام العلماء معاً بتحليل المعطيات لثلاث دراسات حول نوعية النوم وعلاقتها بصحة القلب والشرايين شملت أكثر من 14 مليون شخص خلال عدة سنوات.
لقد كشفت النتائج أن الحصول بانتظام على ما بين 7 إلى 8 ساعات من النوم الجيد يقلل من خطر التعرض لأي من هذه الأمراض القاتلة. كما انخفض الخطر بالنسبة للمشاركين المعرضين للإصابة بهذه الأمراض لأسباب وراثية، وفقا لفريق البحث من جامعة تولين في نيو أورليانز.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور لو تشي، إن الخطر الجيني المرتفع يمكن السيطرة عليه جزئيا عن طريق نمط نوم صحي، حيث توصلت النتائج إلى أن أولئك الذين لديهم خطورة وراثية يمكن أن يفقدوا الحماية من أمراض القلب والسكتة الدماغية في حال كان لديهم نمط نوم سيء. ووضع البروفيسور تشي وزملاؤه “درجة نوم صحي” من 0 إلى 5، مع اعتبار 5 أكثر أنماط النوم صحية، والتي تشمل النوم ما بين 7 إلى 8 ساعات في الليلة دون أرق أو شخير أو نعاس أثناء النهار.
وتابع الباحثون المشاركين لمدة 8.5 سنوات في المتوسط، وخلال تلك الفترة كانت هناك 7280 حالة من الأمراض القلبية الوعائية، شملت 4666 حالة من أمراض القلب و2650 حالة سكتة دماغية.
ولقد توصلت النتائج إلى أن الذين حققوا أكبر قدر من الحماية هم الذين كان لديهم مخاطر وراثية منخفضة ونمط نوم جيد، بينما كان المعرضون للخطر الوراثي ممن يحصلون على نوم سيء بانتظام (درجة نوم من 0-1)، أكثر عرضة بنحو 2.5 مرة للإصابة بأمراض القلب، وكانوا أيضا معرضين لخطر الإصابة بسكتة دماغية بمقدار 1.5 مرة، خلال فترة المتابعة.
إلا أن المشاركين الذين حصلوا على درجة 5 قد انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 35%، وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بنسبة 34%. وأظهرت النتائج أنهم كانوا عرضة بنسبة 2.1 مرة للإصابة بأمراض القلب، وكان لديهم خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنحو 1.3 مرة.
وكان المتطوعون الذين يعانون من مخاطر وراثية منخفضة ونمط نوم غير صحي أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 1.7 مرة وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 1.6 مرة. ولا يمكن للباحثين استبعاد احتمال أن يكون نمط النوم السيئ مؤشرا على وجود بعض المشكلات الصحية الكامنة وغير المكتشفة والتي قد تلعب دورا في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، حاولوا تقليل هذا الخطر إلى الحد الأدنى عن طريق استبعاد جميع المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية في بداية الدراسة، كما أخذوا في الاعتبار العوامل التي يمكن أن تؤثر على النتائج وكانت مرتبطة بصحة الشخص، مثل العمر والجنس والعرق والنشاط البدني، والتدخين واستهلاك الكحول ومؤشر كتلة الجسم، والمشكلات الصحية الأخرى والتاريخ العائلي لأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وليس من الواضح ما هي الآليات التي قد تكون مسؤولة عن الصلة بين النوم وخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. ويقول الباحثون إن النوم السيء قد يزعزع التنظيم الهرموني أو الاستقلابي للجسم، ويزيد من استجابات الجسم “للقتال أو الهروب”، ويزيد الالتهاب ويعطل الإيقاع الطبيعي للساعة البيولوجية في الجسم.
التعليقات مغلقة.