إسرائيل تعتقل 3 أشخاص بشبهة التجسس لصالح إيران في سياق التصعيد الأمني المتبادل

أصوات من الرباط

في زمن تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، أطلقت السلطات الأمنية في إسرائيل حملة اعتقالات واسعة لضبط شبكة من العملاء المشتبه في تخابرهم لصالح الاستخبارات الإيرانية، وسط تأكيدات على استمرارية الصراع غير المعلن بين الطرفين.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، بمساعدة جهاز الأمن العام (الشاباك)، عن اعتقال ثلاثة مواطنين إسرائيليين تتعلق قضيتهم بأعمال تجسس لصالح إيران، حيث يُعتقد أنهم قاموا بتنفيذ مهام خطيرة تهدد أمن الدولة، منها التخابر مع جهات استخبارية معادية والتخطيط لعمليات إرهابية ضد أهداف داخل إسرائيل وخارجها.

وفي التفاصيل، أُلقي القبض على مارك مورجين (33 عامًا) من غور الأردن، في 15 يونيو 2025، بشبهة تواصله مع جهات استخباراتية معادية، وتنفيذه لمهام مباشرة، من بينها تصوير مواقع حساسة ونقل معلومات عن مراكز تجارية ومستشفيات، بالإضافة إلى تصوير اعتراض صاروخي خلال عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران، وإرسال تلك المواد إلى المشغلين الإيرانيين.

أما في قضية أخرى، فتم القبض على يوني سيغال (18 عامًا) ونيهواراي عمري مزراحي (20 عامًا) من سكان طبريا، خلال ليلة 14 يونيو، بشبهة تواصلهم مع مخابرات أجنبية وتنفيذ مهام تتضمن مراقبة وترصد مواقع تجارية واستشفائية، ونقل تفاصيل حيوية عن أعداد الحراس، وتصميم المباني، وتقديم تقارير عن مواقع تواجدهم للمشغلين، والتي قد تصل إلى التخطيط لعملية اغتيال مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وأشارت التحقيقات إلى أن أحد المشتبه بهم كان قد تلقى أوامر لمغادرة إسرائيل إلى دولة أخرى لتلقي تدريبات خاصة، بهدف تنفيذ عمليات مستقبلية، بما يعكس تصعيداً كبيراً في جهود تجنيد العملاء والإطاحة بالشبكات التجسسية.

وفي سياق متصل، أكدت السلطات الإيرانية مراراً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، التي استمرت 12 يوماً، اعتقال العديد من العملاء والإطاحة بشبكات تجسس تعمل لصالح الموساد، فيما كثفت إيران حملاتها الأمنية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، خاصة بعد اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين بارزين تابعين لها.

وتأتي هذه العمليات الأمنية في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، وسط تحذيرات من تصعيد عسكري شامل، يعكس عمق وامتداد الصراع غير المباشر بين إسرائيل وإيران، ويؤكد الحاجة المستمرة لتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدولتين لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

حتى الآن، من المتوقع أن تواصل السلطات الإسرائيلية التحقيقات، مع توقع توجهات لتوجيه لوائح اتهام خطيرة ضد المعتقلين، في ظل تمديد فترة توقيفهم حتى نهاية يوليو 2025، فيما يظل الوضع الأمني في المنطقة على حافة التصعيد.