في تصريحاتٍ مُثيرة للجدل، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الاثنين أن إسرائيل تسعى إلى ضم سوريا ولبنان إلى ما أسماه “دائرة السلام والتطبيع”، مشدداً في الوقت ذاته على تمسك حكومته بالسيادة على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته النمساوية بياتي مينل ريزينغر في مقر الخارجية الإسرائيلية بالقدس الغربية.
ساعر: “لا تفاوض على الجولان.. وسوريا ولبنان ضمن استراتيجيتنا
قال ساعر إن إسرائيل تعمل على توسيع نطاق اتفاقيات التطبيع التي أطلقتها “اتفاقيات إبراهيم” قبل سنوات، مضيفاً: “لدينا مصلحة في ضم دول مثل سوريا ولبنان، جيراننا، إلى دائرة السلام، مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية والسياسية”.
وأكد أن الجولان “سيبقى جزءاً من إسرائيل إلى الأبد”، قائلاً: “طبّقنا قانوننا على الجولان منذ أكثر من 40 عاماً، ولن نتفاوض على سيادتنا عليه في أي اتفاق سلام مُستقبلي”. هذه التصريحات تأتي في وقتٍ تتواتر فيه أنباء عن مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا، برعاية دولية، قد تؤدي إلى اتفاق أمني أو حتى سلام محدود.
أنباء عن اتفاق سوري-إسرائيلي.. وترامب يرفع العقوبات
في سياق متصل، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن أي اتفاق مُتوقع مع سوريا لن يكون “اتفاق سلام كامل”، بل سيركز على ترتيبات أمنية تمنع التصعيد العسكري، خاصة بعد الاشتباكات الأخيرة في المنطقة العازلة في ديسمبر/كانون الأول 2024. وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق لن يُغير الوضع القانوني للجولان المحتل.
وفي تطورٍ آخر، علق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على احتمالية توقيع اتفاق بين الجانبين، قائلاً في مقابلة مع “فوكس نيوز”: “لا أعرف التفاصيل، لكنني رفعت العقوبات عن سوريا”، في إشارة إلى قراره خلال فترة رئاسته بتخفيف العقوبات الاقتصادية على دمشق.
الجولان حديقة سلام”.. وانسحاب تدريجي من المناطق المحتلة
من جهتها، نقلت القناة الإسرائيلية “آي24” عن مصدر سوري مطلع أن دمشق وتل أبيب قد توقعان اتفاقية سلام “قبل نهاية 2025″، تتضمن:
تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.
تحويل الجولان إلى “منطقة سلام” مع الإبقاء على السيادة الإسرائيلية الفعلية.
انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها بعد ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ الاستراتيجية.
لكن هذه الأنباء لم تُؤكد رسمياً من الجانب السوري، الذي يشترط عادةً انسحاب إسرائيل الكامل من الجولان كشرط لأي تفاوض.
أهداف إسرائيل وتحديات التطبيع
تُظهر التصريحات الإسرائيلية الأخيرة سعياً لتكريس أمرين:
الشرعية الدولية لضم الجولان، خاصة بعد اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليه عام 2019.
إدماج سوريا ولبنان في سياسة “التطبيع” التي تقودها الولايات المتحدة، رغم العداء التاريخي مع حزب الله في لبنان والنظام السوري المدعوم من إيران.
لكن العقبات تبقى كبيرة، فسوريا لا تزال تحت حكم نظام بشار الأسد المتحالف مع طهران، ولبنان يعاني من أزمة سياسية واقتصادية قد تجعله غير قادر على الدخول في مثل هذه المفاوضات. كما أن الموقف الشعبي في البلدين يرفض أي تطبيع مع إسرائيل قبل حل قضية فلسطين.
يُذكر أن إسرائيل تحتل الجولان منذ حرب 1967، وضمته رسمياً عام 1981، وهو قرار لم يُعترف به دولياً إلا من قبل الولايات المتحدة في عهد ترامب.
التعليقات مغلقة.