أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

موسم حصاد ناجح بإقليم تاونات، يعكس انتعاشًا فلاحيًا رغم التحديات.

تاونات – جريدة أصوات

 أصوات من الرباط

شهد إقليم تاونات خلال الأيام الأخيرة اختتام موسم الحصاد بحالة من الارتياح بين الفلاحين والسلطات المختصة، في ظل سنة فلاحية غير مسبوقة من حيث التساقطات والانتاج، على الرغم من استمرار بعض التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف الإنتاج وتأثيرات التغير المناخي.

وقد ساهمت الأمطار الغزيرة التي فاقت أحيانًا 400 ملم في تحسين جودة الأراضي البورية، خاصة في مناطق مثل عين عائشة، طهر السوق وقروية با محمد. وبلغت نسبة إنجاز برنامج الزراعة البورية حوالي 94%، وشمل أكثر من 324 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.

وأظهرت البيانات الرسمية لمديرية الفلاحة أن إقليم تاونات يتصدر مافي جهة فاس-مكناس من حيث حجم الإنتاج، حيث ساهم بما يعادل 31% من الإنتاج الجهوي عبر زراعة أكثر من 211 ألف هكتار من القمح والشعير.

وفي تصريحات الفلاحين، خاصة في منطقة قرية با محمد، أكد العديد منهم تحقيق مردودية قياسية تراوحت بين 40 و60 قنطارًا للهكتار، وذلك بفضل ظروف الزراعة المحسنة واعتماد تقنيات حديثة في عمليات الحرث والبذر.

وتواكبت جهود السلطات الفلاحية والمنتخبين المحليين مع موسم الحصاد من خلال توفير دعم تقني وعمليات ميدانية، بينما ناقشت لجنة المالية بمجلس النواب مؤخرًا سبل تعزيز الاستثمار في السقي بالتنقيط وتثمين المحاصيل الزراعية.

ورغم هذه النجاحات، يظل الفلاح الصغير يواجه تحديات عديدة، أبرزها ارتفاع تكلفة المدخلات، ضعف سلاسل التسويق، وغياب مرافق التثمين والتخزين المحلية، مما يبرز الحاجة إلى وضع استراتيجية مندمجة تضمن استدامة القطاع وعدالة في توزيع الثروة.

ومع اقتراب نهاية الموسم، يتساءل المهتمون: هل ستثمر النجاحات الحالية عن إصلاحات حقيقية تمكن الفلاح من الاعتماد على جهد ذاتي ملموس، أم أن الظروف المناخية والاقتصادية ستظل العوامل الحاسمة في مصيره.

التعليقات مغلقة.