اختناق بيئي بسيدي سليمان وسط ارتفاع درجات الحرارة والمطرح الإقليمي يثير الجدل مجددًا
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
تعيش مدينة سيدي سليمان حالة من القلق والتوتر البيئي، في ظل درجات حرارة قياسية تجاوزت 48 درجة مئوية، مع تصاعد الدخان الكثيف من المطرح الإقليمي للنفايات، ما أدى إلى تلوث هوائي وتهيج للساكنة، خاصة الأطفال والمصابين بالأمراض التنفسية.
الحريق الذي نشب بالمطرح يُعزى، وفق مصادر محلية، إلى ارتفاع درجات الحرارة مؤخراً، حيث انتشرت سحب الدخان لتغطي أحياء سكنية ممتدة، مسببة حالات اختناق واستياء شعبي واسع. وعلى الرغم من تدخل السلطات المحلية للسيطرة على الوضع، إلا أن غياب تدخل فوري من مصالح الوقاية المدنية في البداية أثار تساؤلات، حيث دفعت مسؤوليتها إلى المجلس الجماعي، مما أدى إلى تعقيد الأزمة.
وفي خطوة حاسمة، تدخل عامل إقليم سيدي سليمان، السيد إدريس روبيو، الذي أصدر تعليماته بتعبئة كافة الموارد والآليات الضرورية، وتنسيق جهود مختلف المتدخلين من سلطات محلية، وإعوان الوقاية المدنية، ومصالح النظافة، بهدف إخماد الحريق بشكل نهائي وتفادي كارثة بيئية محققة.
وبينما تنجح الفرق المختصة في محاصرة النيران، لا تزال جهود التدخل مستمرة لاحتواء بؤر الاشتعال المتبقية، وتفادي تصعيد الموقف أو تعرض المدينة لكارثة بيئية. إلا أن مصادر محلية أشارت إلى أن بعض المنتخين يحاولون عرقلة هذه الجهود لأهداف سياسية ضيقة، مما أثار استياء المواطنين الذين يطالبون بمحاسبة كل من يقف في وجه مصلحة سلامتِهم وصحتهم.
وتعيد هذه الأحداث إلى الواجهة ملف تدبير النفايات بالإقليم، في ظل مطالب متزايدة بضرورة اعتماد حلول مستدامة وتدابير جذرية لمعالجة مشكلة المطرح، الذي تحول إلى تهديد بيئي دائم يهدد صحة وسلامة سكان المدينة.
التعليقات مغلقة.