أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الأمانة والأخلاق المهنية في مهب الريح: معضلات الصحافة في زمن الفوضى

بقلم الأستاذ عيدني محمد

على مر التاريخ، شكلت الصحافة ركيزة أساسية لنشر المعرفة، والتنوير، ودفع المجتمع نحو التقدم والتنمية. كانت دائماً تُعتبر السلطة الرابعة التي تراقب الحكومات، وتحمي حقوق الأفراد، وتحفظ أخلاقيات المجتمع. إلا أن الزمن لم يكن دائما في صالح المهنة، وبرزت تحديات كثيرة تهدد مصداقيتها، خاصة في عصر تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، وتتناسل فيه وسائل الإعلام الجديد، التي غالباً ما تفتقد للضوابط الأخلاقية والمهنية، وتتبع مصالح أنانية على حساب الحقيقة.

وفي السنوات الأخيرة، ظهرت ظواهر مؤسفة بدأت تزع أسس الصحافة المهنية، وتفضي إلى تدهور الثقة بين الجمهور والمصدر الإعلامي. من بين هذه الظواهر، ظاهرة بعض من يطلق عليهم لقب “مراسلون” أو “صحفيون” لم يراكموا بعد خبرة، ولم يتلقوا تكويناً صحفياً أخلاقياً حقيقياً، بل اتخذوا من وسائل التواصل الاجتماعي منصة لمآرب شخصية، وأهداف غير مهنية، باستغلال اسم المهنة في التلاعب بمشاعر الناس، والابتزاز، والبحث عن الشهرة على حساب الحقيقة والموضوعية.

التعليقات مغلقة.